الأسى على الذات والشفقة على النفس والحزن على ما فات. كلها مشاعر سلبية يعاني منها الإنسان في فترة من فترات حياته. حينها يدخل الإنسان في حالة حزن شديد وعزوف عن الحياة وينعزل عن الناس ويبدأ في التحسر على كل الفرص الضائعة وظلم الناس له وجور الزمان عليه حتى بتحول إلى بؤرة من السلبية.
تفقد الأشياء قيمتها في حياته ويشعر بالضعف الشديد ويعجز عن الدفاع عن نفسه بل ويتنازل عن نفسه في كل المواقف تقريبا. هذة الحالة تستمر حتى تتغول الأطراف المقابلة، فيرى أن كل شيء أكبر منه وكل المواقف تسبب له الحزن والألم ويتحول إلى إنسان بالغ الحساسية ويبدأ بالتعامل مع نفسه على أساس أنه شخص حساس. يبدأ بالترويج للفكرة ليهرب من المواجهة ثم يعجبه التعاطف الذي يحصل عليه من الحمقى الذين يستطيع إقناعهم أنه شخص حساس فيبدأ بإختلاق المواقف التي تثبت حساسيته المفرطة ليتغذى على المغفلين الذين يستطيع التلاعب بمشاعرهم، ربما لأنهم في نفس وضعه المزري.
إن كنت في مثل هذا الوضع فإعلم بأنك لست الوحيد ولكن تأكد بأن وضعك له حل بسيط وهو أن تبدأ بتحمل مسؤلية حياتك وإعادة حساباتك وإكتساب كل المهارات التي تقوي شخصيتك وترفع إنتاجيتك وتجعلك قادرا على مواجهة مخاوفك بالدرجة الأولى، ثم مواجهة من يعتدي عليك بكل حزم ورباطة جأش. شخصيتك عندما تصبح أقوى ستتمكن من عيش حياتك كما تريدها ومن كان يعتدي عليك سيعرف حدوده. هذا لا يأتي وأنت منكسر على ذاتك وإنما بالقرار الشجاع أنك ستقوم بكل ما يجب عليك القيام به نحو نفسك. ليس هناك حل آخر فلا تحاول أن تتخيل أن فارسا شجاعا على حصانه الأسود سينقذك ويحطم أعدائك أو يرد لك حقوقك. فقط أنت تستطيع إتخاذ هذا القرار.
ماذا لو أن هناك من يعاني من هذة الحالة، كيف تتعامل معه؟ أولا لا تأسى أنت عليه ولا تتعاطف معه، ثم قم بتشجيعه وشحذ همته ليخدم نفسه بنفسه وينقذ نفسه بنفسه. لا تتبنى قضاياه ولكن أنر له الطريق ليرى مصادر قوته، ثم راقب تقدمه فإن رأيت أنه يتقدم فإستمر في تشجيعه ومؤازرته وإن رأيت أنه لا يتقدم بعد مرور الشهور فإلبس نعالك وإذهب تمشى على البحر وأتركه يعاني لأنه إنسان لا يريد أن يتحمل مسؤلية حياته. لا تهدر وقتك مع من لا يريد أن يصنع من نفسه شيئا يفخر به.