نعم بالزهد تتحرر .. فهو سر الأسرار لقانون الجذب الذي يعمل تلقائيا وعلى مدار 24 ساعة في حياتنا ..
بنفس الوقت احتار الناس في معنى الزهد واحتاروا برغباتهم و ماذا يفعلون بها .و حسب تعريفهم للزهد بأنه يختصر على العباد الصالحين ومن استطاع أن يكون ناسكا لله متقرباً له في زهده بالحياه فلا يريد من الحياة شيئاً لا مال و لا حب ولا أي شيء يصله بالحياة ... وجمالها و ما يتفاعل معها ..
ولكن ؟ هل هذا فعلا هو معنى الزهد ؟ أبداً لا ..
فما نراه في الواقع , ان كل من يزهد بنفسه تزهد به الناس و من يزهد بالحياه تزهد به ..و ليس للزاهدين في الحياة مكان . فلو امتلات الأرض بالزاهدين لتحولت من جنة الى خرابة تعشش بها الطيور الجارحة .. ولو انتبهنا قليلا على المجتمعات التي امتلأت بالقتل والدماء لوجدنا أن القتلة ا(مجموعة من الزاهدين) أي أناس اعتقدوا أن زهدهم بأنفسهم و بالحياة هي قرابين التقرب لله ..فعاوثوا بالبلاد فساد .. فتلك نتيجة طبيعية لمن يزهد بنفسه و بالحياه . الخراب الذي يتلو خراب .. فليس لديهم قدرة لا للأخذ ولا للعطاء وهذا يعاكس قوانين الكون القائمة على الأخذ والعطاء . ابتداء من أخذ الاوكسجين الى اعطاء ثاني اوكسيد الكربون .
ما معنى الزهد إذن ..الزهد هو في الحقيقة فن لإدارة الحياه و الحصول منها على كل ما يطلبه الإنسان ..
فالزهد معناه أن تطلب ما تريد في الحياه ومهما كان و هو لك بأمر الله بشرط أن :
تزهد بمشاعر الألم والحرمان والتعلق والانتظار التي قد تصاحب هذا الطلب والتي تجعل منك مستعبداً لرغباتك واسيراً ..فلا تفرح ولا تتحرك ولا تشعر بالثقة والسعادة الا بوجود أو تحقيق ذلك الطلب أو الرغبات.. تلك الحالة التي نتيجتها الحرمان المؤكد لما تطلبه ..
الزهد هو التحرر ليس من الطلبات و لكن من مشاعرك السلبية نحو تلك الطلبات أي حراً منطلقا لا يقيدك شعور
أو رغبة أي التحرر من سطوة رغباتك عليك
فإن طلبت الحب إزهد بمشاعر الحرمان التي تعيق حصولك عليه
وإن طلبت المال إزهد بشعور الحاجة و الفقر والتي ستزداد مع ذلك الشعور فما معك الآن يكفيك الأن وما بعد الآن ليس لك شأن فيه و لك رب غني يكفيك و يغنيك إن كنت تؤمن بذلك ..
فمهما كان ما تطلب هو حق لك من الله فالله خلقك ليعطيك لا ليحرمك .. و ما ليس من حقك ويتنافى مع حريتك إرسال تلك المشاعر المليئة بالألم والحرمان والدونية التي تشعر بها لعدم تحقيق لك ما تريد و لا تعلم أن تلك المشاعر هي السبب في ذلك الحرمان ..الذي سيستمر باستمرار تلك المشاعر ..فالله يريدك حراً من كل شيء ..و لا يستعبدك شيء ..
المشاعر المطلوبة لكي تحقق ما تريد لو كنت تشعر بالاستحقاق أو لا فالله سيجهزك لما تريد بطرقه . هو شعور الاكتفاء الذاتي من كل ما تريده . والتي هي الحرية الحقيقة .
فهذا الزهد هو المطلوب فعليا منك أن تتقنه .. فإن كنت ممتلئاً بتلك المشاعر اجلس مع نفسك اعترف بها بصوت مسموع لك فرغ شعورك ابكي اصرخ ..قل كل ما تريده ..لا بأس المهم تفريغ الشعور بالطريقة التي تريحك ..ثم ابدأ بالشعور بالاكتفاء .ركز على ما لديك الآن ..و ابدأ بالصحة والعافية فهي أعظم النعم و أغلاها ثمن .. .نعمة كل يوم ترزق به .. عملك مهما كان ..دخلك مهما كان ..اعقد بعض المقارنات مع من هم أقل منك في الأحوال .. اشكر الله على انك قنوع طموح ولديك آمال تسعى بحب لها و لا تنتظرها ..فكثر من ليس لديهم أحلام و لا تصورات نهائيا ..فكونك طموح فقط نعمة تشكر الله عليها ..
لن أقول لك أنه سهل جداً .. لا ولكن يحتاج منك الأنتباه جيدا عند حضور الرغبة او استحضارها بنوع مشاعرك التي ستتولد نتيجة ذلك الحضور اقبلها و تذكر تلك المعلومة أن هذه المشاعر ستحرمك من رغباتك ..
أفضل طريقة وجدتها لايقاف حالة الانتظار لتحقيق أهدافنا وجميع تلك المشاعر هي العمل والانشغال بما تعمل الآن .. مثلا تشعر الآن أنك بحاجة لأحد أن يهتم بك .. ابدأ فوراً بالاهتمام بها و بجسدك و بشعرك و بشرتك . حمام فاخر .. تغزل بنفسك و دللها وإن أستطعت في تلك اللحظة أن تتغزل بأحد حولك و قريب منك لا بأس .. بل و أفضل .. فما تنفقه فعليا هو أنك زهدت به .. لأن الانفاق زهد بالشيء ..أي تحرر منه ..فأنت تنفق مالا أي تزهد به لغيرك .. تنفق حب .. تزهد بتلك المشاعر لغيرك ..
فأنت بذلك تقوم بفعلين عظيمين .. تزهد بالألم وتحرر نفسك منه وتنفق على غيرك بما زهدت به و تسعد غيرك ..و كل ذلك سيعود عليك بما تحب و أكثر .. ,..
بإمكانك استخدام تقنية الحرية النفسية (EFT) ستساعدك كثيراً على المستوى الطاقي .. موجودة على اليوتيوب ..
بالتخلي يكون التجلي .. و الأحرار فقط هم من يجنون الثمار .. دمتم بحب ..
عيشها صح
غادة حمد