أنا و أنت = إثنان

»  أنا و أنت = إثنان
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

أنا وأنت واااااااحد .... أنا وأخي واحد ... و أنا و زوجي واحد .. وأنت واخوك واحد ...و أنت و والديك واحد ... بالله كيف ... وما هذه الفروقات التي خلقها الله و ما هذه الاحتياجات والرغبات المتناقضة والمختلفة التي يشعر بها كل شخص بشكل يختلف عن الآخر ... طاقاته ..أعماله ..نجاحاته ..كيف تصبح واحد مع من لاشأن له بها ..

أين تنتشر هذه الظاهرة و لماذا .. ؟
طبعا داخل العائلات والأزواج ..بين المقربين ..فهذا لا تجده بين الأصدقاء .لأنهم إثنان أو ثلاثة .. لأنهم عدد غير الواحد ..أي كل شيء له حدود واضحة...لذلك كانت الصداقة هي الأكثر تكماساً وجمالاً و خالية من أي آلالم مخزنة ستنفجر يوما ما لتشتت كل ما كان يسمى واحد ليعلن للكون قبل العائلة أنني لا أتحد معكم أنا لا أشبهكم .. أنا بريء منكم ليهرب الى عالم يجد فيه أنه هو حر كما هو و حر بما يملك له الحكم والقرار فيه .
لماذا نحن واحد في نظر والدتي مثلا ؟ حتى نبقى متماسكين محبين لبعضنا ندعم بعضنا البعض من خلال ما تملكه انت لك ولأ أخيك .. و ما استطعت أنت النجاح فيه ولم يستطع أخوك .. أو والدك .أو زوجكِ ..أو زوجتك لهم الحق فيه ..فأنت القوي وهو الضعيف ...
لو تأملت قليلا سوف لن تجد طرفين أقوياء ناجحين يقولون أنهم واحد بالمعنى المادي طبعا والذي يقصده عامة الناس بدعوى الحفاظ على تماسك الأسرة والحب الذي يجمعهم ..
لتصل لدرجة أن القوي يجب أن يستنزف حتى يقوى الضعيف الذي لن يقوى طالما هو يرى الخير يتدفق له بسهوله و دون أي عناء منه او حتى مجهود ..
هذا المبدأ ..هو السم الخفي الذي كان سبب فرقة أخوة كثر و عائلات و أزواج ملو سياسة الابتزاز المغطى بقشة الحب والتماسك العائلي الهش .هذا المبدا الذي تسبب بانهيار أكثر العائلات والعلاقات التي كانت تتظاهر بالتماسك والقوة والحب لياتي التفكك معنا كذب هذه الإدعاءات تاركا ورائه أشخاص محطمين نفسيا وحاقدين على انفسهم وحتى عائلاتهم لما تسببوا له من أذي متصل لدعمهم المستمر على النواخي المادية والتي يرتكز عليها هذا المبدأ ..متجاهلين الروابط الحقيقية لمتانه العلاقات واستمراريتها ..
لتجد أن أصحاب هذا المبدأ لا يتركون القوي والناجح حتى يتأكدوا من أنه أصبح عاجزا تماما حتى يتوقفوا عن ابتزازه للبحث عن غيره ..
مفاهيم كثيرة تزرع في عقول الإخوة والزوجات والابناء بمبدا الواحد حتى يتخلى الشخص عن نجاحه في سبيل غيره مقابلة محبة هذا الغير و اثبات أنه أخ حقيقي او زوجة مخلصة أو أبن و إبنة صالحين ..فالاضعف يجب أن يأخذ ارثا أكثر من غيره من الإخوة ..والاخت حتى تحافظ على أخيها ليبقى اخا لها وعونا لها في الشدائد عليها أن لا تطالبه بإرث ..والكبير يجب ان يعمل في سبيل تعليم إخوته الصغار إن كان الأب غير حاضر ..والاخ الغني عيب عليه أن يسافر و يستمتع و إخوته فقراء وغير قادرين ..فهو ليس أخا صالحا ولا يسري فيه دم الاخوة ..
علما أن كل قوي في الدنيا ..أثق أنه حاول مساعدة الضعيف في عائلته ولكنه عندما ايقن ان هذا الضعيف لايريد أن يتعب نفسه من اجل نفسه كان عليه لزاما ان يتركه يواجه نفسه واستغلالها للآخرين بنفسه والاعتماد عليها دون الآخر ..
طبعا هذه الثقافة على الأغلب مروجيها النساء لانهن من يعتقدن بها قياسا على انفسهن بالاعتماد على الغير بالعيش والرفاهية وعلى ذلك تربي أبنائها بل وزوجها من قبل ..تعطيه و لا تبقي شيئا لها .. فهم واحد ليرضى عنها و يحبها .. بل لظنها أنها تستثمر فيه ليعطيها أكثر كما تستثمر الأم بإبنها الأكبر حتى يعطيها و يعطي باقي أخوته أكثر وأكثر ..
كم من الوالدين الذين يأخذون رواتب أبنائهم عبر بطاقات الصراف قبل أن يرورا رواتبهم واموالهم وخاصة الفتيات والزوجات ..فالبطاقة تكون مع الأب او الزوج ..كم سيتسبب هذا الفعل بالأذيى النفسي للطرف الآخر ؟

هذا السم الذي تسلل لدم الأخوة والمقربين وجب مواجهته بالوعي وإدراك ان لكل ساع نحو ما يريد جزائه من خير او شر ..و بالفهم و التفريق بين المساعدة و بين الاستغلال والاعتماد الكلي على الغير الأقوى ..
كم تسببت هذه الحالة من نفور و هجران بين المقربين والمحبين ف اللحظة التي يعي بها الطرف المستغل ذلك ويبدا يشعر بفقدان التوازن المادي والمعنوي ليشن حربا قاسية على من أعان و ساعد او يهرب بعيدا الى غير عودة ..و لتتحطم مشاعر الطرف الذي يظن أنه الأضعف و يحزن على الفقر الأخوي أو انقطاع هذه القرابة حتى يتهم بالمادي وغير الاخلاقي عانيا ما يشعر به لتزرع مكانها مشاعر الاحتقار والسخط والغل لدى الأول و الدونية والكره للطرف الثاني ..و هذا الوضع الطبيعي لعلاقة تنشأ على هذا الاساس الهش .لينتقل الى المجتمع بأكمله ..

العلاقة الصحيحة تحدد من البداية بين الأزواج على أساس واضح وكل له مجهوده والحق في ما يتملكه بعيدا عن ما يتملكه الآخر طالما هو من عمل واجتهد لما يمتلكه . أساعد غن أحببت وبقدر ما استطيع .
والوالدين من الحق عليهم ترببة الأبناء على الاعتماد على النفس و على أن الأخوة ليست في استنزاف أخيك لتبقى انت بل لا شأن لأخيك بك عندما تكون فاشلا بائسا حتى تتعلم أن تسعى لنفسك باجتهاد ..التربية من الصغر على هذا الاساس هو الذي سيحافظ على الروابط العائلة لا العكس ..
لو طرحنا مثال بينااخوين .أاحدهما ناجح والآخر مدمن مخدرات ..سيحاول الناجح مساعدة أخيه بلا شك حتى يشفى من إدمانه بقدر استطاعته و أيضا توفير عمل له ..ليأتي المدمن ويعود لإدمانه ..في حين تبقى مطالب الاهل من الاخ الناجح الاستمرار في مساعدته مما ينهك ويدمر نجاح الآخر .. لا ..هنا عليه أن يتوقف فورا و يحمي نفسه من تدمير أخيه له .. حتى لو غضبوا الأهل واتهموه جزافا بما ليس فيه ..فشخص واحد مدمر خيرا من اثنين ..
هذه ما على الابناء والازواج و الإخوه فهمه جيدا .. ودون خوف أو تانيب ضمير .. من وحي الواقع ...
ععيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    أنا و أنت = إثنان

    مدة القراءة: 4 دقائق

    أنا وأنت واااااااحد .... أنا وأخي واحد ... و أنا و زوجي واحد .. وأنت واخوك واحد ...و أنت و والديك واحد ... بالله كيف ... وما هذه الفروقات التي خلقها الله و ما هذه الاحتياجات والرغبات المتناقضة والمختلفة التي يشعر بها كل شخص بشكل يختلف عن الآخر ... طاقاته ..أعماله ..نجاحاته ..كيف تصبح واحد مع من لاشأن له بها ..

    أين تنتشر هذه الظاهرة و لماذا .. ؟
    طبعا داخل العائلات والأزواج ..بين المقربين ..فهذا لا تجده بين الأصدقاء .لأنهم إثنان أو ثلاثة .. لأنهم عدد غير الواحد ..أي كل شيء له حدود واضحة...لذلك كانت الصداقة هي الأكثر تكماساً وجمالاً و خالية من أي آلالم مخزنة ستنفجر يوما ما لتشتت كل ما كان يسمى واحد ليعلن للكون قبل العائلة أنني لا أتحد معكم أنا لا أشبهكم .. أنا بريء منكم ليهرب الى عالم يجد فيه أنه هو حر كما هو و حر بما يملك له الحكم والقرار فيه .
    لماذا نحن واحد في نظر والدتي مثلا ؟ حتى نبقى متماسكين محبين لبعضنا ندعم بعضنا البعض من خلال ما تملكه انت لك ولأ أخيك .. و ما استطعت أنت النجاح فيه ولم يستطع أخوك .. أو والدك .أو زوجكِ ..أو زوجتك لهم الحق فيه ..فأنت القوي وهو الضعيف ...
    لو تأملت قليلا سوف لن تجد طرفين أقوياء ناجحين يقولون أنهم واحد بالمعنى المادي طبعا والذي يقصده عامة الناس بدعوى الحفاظ على تماسك الأسرة والحب الذي يجمعهم ..
    لتصل لدرجة أن القوي يجب أن يستنزف حتى يقوى الضعيف الذي لن يقوى طالما هو يرى الخير يتدفق له بسهوله و دون أي عناء منه او حتى مجهود ..
    هذا المبدأ ..هو السم الخفي الذي كان سبب فرقة أخوة كثر و عائلات و أزواج ملو سياسة الابتزاز المغطى بقشة الحب والتماسك العائلي الهش .هذا المبدا الذي تسبب بانهيار أكثر العائلات والعلاقات التي كانت تتظاهر بالتماسك والقوة والحب لياتي التفكك معنا كذب هذه الإدعاءات تاركا ورائه أشخاص محطمين نفسيا وحاقدين على انفسهم وحتى عائلاتهم لما تسببوا له من أذي متصل لدعمهم المستمر على النواخي المادية والتي يرتكز عليها هذا المبدأ ..متجاهلين الروابط الحقيقية لمتانه العلاقات واستمراريتها ..
    لتجد أن أصحاب هذا المبدأ لا يتركون القوي والناجح حتى يتأكدوا من أنه أصبح عاجزا تماما حتى يتوقفوا عن ابتزازه للبحث عن غيره ..
    مفاهيم كثيرة تزرع في عقول الإخوة والزوجات والابناء بمبدا الواحد حتى يتخلى الشخص عن نجاحه في سبيل غيره مقابلة محبة هذا الغير و اثبات أنه أخ حقيقي او زوجة مخلصة أو أبن و إبنة صالحين ..فالاضعف يجب أن يأخذ ارثا أكثر من غيره من الإخوة ..والاخت حتى تحافظ على أخيها ليبقى اخا لها وعونا لها في الشدائد عليها أن لا تطالبه بإرث ..والكبير يجب ان يعمل في سبيل تعليم إخوته الصغار إن كان الأب غير حاضر ..والاخ الغني عيب عليه أن يسافر و يستمتع و إخوته فقراء وغير قادرين ..فهو ليس أخا صالحا ولا يسري فيه دم الاخوة ..
    علما أن كل قوي في الدنيا ..أثق أنه حاول مساعدة الضعيف في عائلته ولكنه عندما ايقن ان هذا الضعيف لايريد أن يتعب نفسه من اجل نفسه كان عليه لزاما ان يتركه يواجه نفسه واستغلالها للآخرين بنفسه والاعتماد عليها دون الآخر ..
    طبعا هذه الثقافة على الأغلب مروجيها النساء لانهن من يعتقدن بها قياسا على انفسهن بالاعتماد على الغير بالعيش والرفاهية وعلى ذلك تربي أبنائها بل وزوجها من قبل ..تعطيه و لا تبقي شيئا لها .. فهم واحد ليرضى عنها و يحبها .. بل لظنها أنها تستثمر فيه ليعطيها أكثر كما تستثمر الأم بإبنها الأكبر حتى يعطيها و يعطي باقي أخوته أكثر وأكثر ..
    كم من الوالدين الذين يأخذون رواتب أبنائهم عبر بطاقات الصراف قبل أن يرورا رواتبهم واموالهم وخاصة الفتيات والزوجات ..فالبطاقة تكون مع الأب او الزوج ..كم سيتسبب هذا الفعل بالأذيى النفسي للطرف الآخر ؟

    هذا السم الذي تسلل لدم الأخوة والمقربين وجب مواجهته بالوعي وإدراك ان لكل ساع نحو ما يريد جزائه من خير او شر ..و بالفهم و التفريق بين المساعدة و بين الاستغلال والاعتماد الكلي على الغير الأقوى ..
    كم تسببت هذه الحالة من نفور و هجران بين المقربين والمحبين ف اللحظة التي يعي بها الطرف المستغل ذلك ويبدا يشعر بفقدان التوازن المادي والمعنوي ليشن حربا قاسية على من أعان و ساعد او يهرب بعيدا الى غير عودة ..و لتتحطم مشاعر الطرف الذي يظن أنه الأضعف و يحزن على الفقر الأخوي أو انقطاع هذه القرابة حتى يتهم بالمادي وغير الاخلاقي عانيا ما يشعر به لتزرع مكانها مشاعر الاحتقار والسخط والغل لدى الأول و الدونية والكره للطرف الثاني ..و هذا الوضع الطبيعي لعلاقة تنشأ على هذا الاساس الهش .لينتقل الى المجتمع بأكمله ..

    العلاقة الصحيحة تحدد من البداية بين الأزواج على أساس واضح وكل له مجهوده والحق في ما يتملكه بعيدا عن ما يتملكه الآخر طالما هو من عمل واجتهد لما يمتلكه . أساعد غن أحببت وبقدر ما استطيع .
    والوالدين من الحق عليهم ترببة الأبناء على الاعتماد على النفس و على أن الأخوة ليست في استنزاف أخيك لتبقى انت بل لا شأن لأخيك بك عندما تكون فاشلا بائسا حتى تتعلم أن تسعى لنفسك باجتهاد ..التربية من الصغر على هذا الاساس هو الذي سيحافظ على الروابط العائلة لا العكس ..
    لو طرحنا مثال بينااخوين .أاحدهما ناجح والآخر مدمن مخدرات ..سيحاول الناجح مساعدة أخيه بلا شك حتى يشفى من إدمانه بقدر استطاعته و أيضا توفير عمل له ..ليأتي المدمن ويعود لإدمانه ..في حين تبقى مطالب الاهل من الاخ الناجح الاستمرار في مساعدته مما ينهك ويدمر نجاح الآخر .. لا ..هنا عليه أن يتوقف فورا و يحمي نفسه من تدمير أخيه له .. حتى لو غضبوا الأهل واتهموه جزافا بما ليس فيه ..فشخص واحد مدمر خيرا من اثنين ..
    هذه ما على الابناء والازواج و الإخوه فهمه جيدا .. ودون خوف أو تانيب ضمير .. من وحي الواقع ...
    ععيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين