حان وقت التغيير

»  حان وقت التغيير
مدة القراءة: 2 دقائق

تعقيباً على مقال الأستاذ/ عارف الدوسري "الأمراض النفسية في عائلتك ", سأتحدث عن موضوع مهم يعتبر أحد أهم أشكال التلاعب القوية و هو الإبتزاز العاطفي.

الإبتزاز العاطفي حتى نفهمه بداية يجب أن نعرف أنه يتطلب طرفين فهو عملية ثنائية و ليس أداءً فردياً (المبتز و الضحية) و لا ينجح دون المشاركة الفعاله للشخص المستهدف (الضحية) و عادة يكون بين الطرفين صلة قوية سواءً آباء و أبناء ... أو أزواج أو أصدقاء أو حتى زملاء عمل .

يقوم المبتز في هذة العلاقة بتهديد الطرف الآخر "سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة" لعمل ما يريده.

و لأن الأشخاص المبتزين يعرفون أننا نحتاج إلى الحب أو القبول, فإن نهم يهددون بأن يمنعوا ذلك أو يسلبوه بالكامل, أو يجعلونا نشعر بأننا يجب أن نسعى للحصول عليه. فمثلاً, إذا كنت تعتز بكونك كريماً و مهتماً بالآخرين, فربما يصفك المبتز بأنك أناني أو غير مراع للآخرين إذا لم تستجب لرغباته.

من الممكن أن تقول الآن أنا لا يمكن أن أكون ضحية في مثل هذه العلاقة أنا أذكى من ذلك و لكن مالاتعرفه أن المبتز ينثر ضباب كثيف يخفي فيه أفعاله و الضباب Fog يعبر عن ثلاث أشياء تُعتبر أدوات المبتز و هي :

الخوف Fear

الإلتزام Obligation

الشعور بالذنب Guilt

و يزيد المبتز من وطأة هذه العواطف و يضغط علينا حتى نصل إلى قدر من عدم الراحة يجعلنا مستعدين لفعل أي شيء حتى و لو كان شيئاً في غير مصلحتنا لإعادة هذه المشاعر إلى مستوى يمكن احتماله.

و يوجد ستة أعراض للإبتزاز العاطفي سأذكرها على شكل مثال بسيط حتى تتضح الصورة:

1- الطلب: الزوجة سارة طلبت من زوجها محمد أن تخرج معه للعشاء خارج المنزل , يبدو في البداية اقتراح لطيف من ساره و ليس طلب.

2- المقاومه: سشعر محمد بعدم الراحه لأنه على موعد مع أصدقائة لمشاهدة المباراة النهائية, يعتذر منها و يخبرها أنه مرتبط سلفاً.

3- الضغط: عندما ترى ساره أن محمد لم يعطيها الرد الذي تريد لا تحاول أن تفهم مشاعره بل تضغط عليه لتغير رأيه و تأخذ الموضوع بشكل رومانسي ... أنا أحبك و أريد أن أقضي بعض الوقت معك.

4- التهديدات: استمر محمد بالرفض عندها أخذت ساره بتهديده أن علاقتهم ستسوء و أنها ستمرض و تكتئب.

5- الإذعان: محمد يحب ساره و لا يريدها أن تحزن لذلك أعتذر من أصدقائه و خرج معها للعشاء.

6- التكرار: انتصرت ساره  و محمد استسلم حتى يوقف إحساسه بمشاعر الذنب.

هذه الخصائص السته هي أساس متلازمة الإبتزاز العاطفي.

من المهم جداً أن نعي أن الفهم و التعاطف ليسا بحل أبداً مع المبتز بل هما مثل البنزين على نار الإبتزاز.

و مثل ما تعلمنا جميعاً من الوعي و من شبكة أبرك التغيير الأول يكون دائماً من الداخل, و العلم بوجودنا في علاقة ابتزاز أول خطوه لحل المشكلة ....  و للأشخاص المهتمين بهذا الموضوع أنصحكم بقراءة كتاب "الإبتزاز العاطفي" للدكتوره سوزان فورورد.

دمتم بحب و وعي ...

فلوه القحطاني

إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

 

ما رأيك في الموضوع؟

التعليق والحوار

لا تعليقات حتى الآن
  • Weight loss product
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    حان وقت التغيير

    مدة القراءة: 2 دقائق

    تعقيباً على مقال الأستاذ/ عارف الدوسري "الأمراض النفسية في عائلتك ", سأتحدث عن موضوع مهم يعتبر أحد أهم أشكال التلاعب القوية و هو الإبتزاز العاطفي.

    الإبتزاز العاطفي حتى نفهمه بداية يجب أن نعرف أنه يتطلب طرفين فهو عملية ثنائية و ليس أداءً فردياً (المبتز و الضحية) و لا ينجح دون المشاركة الفعاله للشخص المستهدف (الضحية) و عادة يكون بين الطرفين صلة قوية سواءً آباء و أبناء ... أو أزواج أو أصدقاء أو حتى زملاء عمل .

    يقوم المبتز في هذة العلاقة بتهديد الطرف الآخر "سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة" لعمل ما يريده.

    و لأن الأشخاص المبتزين يعرفون أننا نحتاج إلى الحب أو القبول, فإن نهم يهددون بأن يمنعوا ذلك أو يسلبوه بالكامل, أو يجعلونا نشعر بأننا يجب أن نسعى للحصول عليه. فمثلاً, إذا كنت تعتز بكونك كريماً و مهتماً بالآخرين, فربما يصفك المبتز بأنك أناني أو غير مراع للآخرين إذا لم تستجب لرغباته.

    من الممكن أن تقول الآن أنا لا يمكن أن أكون ضحية في مثل هذه العلاقة أنا أذكى من ذلك و لكن مالاتعرفه أن المبتز ينثر ضباب كثيف يخفي فيه أفعاله و الضباب Fog يعبر عن ثلاث أشياء تُعتبر أدوات المبتز و هي :

    الخوف Fear

    الإلتزام Obligation

    الشعور بالذنب Guilt

    و يزيد المبتز من وطأة هذه العواطف و يضغط علينا حتى نصل إلى قدر من عدم الراحة يجعلنا مستعدين لفعل أي شيء حتى و لو كان شيئاً في غير مصلحتنا لإعادة هذه المشاعر إلى مستوى يمكن احتماله.

    و يوجد ستة أعراض للإبتزاز العاطفي سأذكرها على شكل مثال بسيط حتى تتضح الصورة:

    1- الطلب: الزوجة سارة طلبت من زوجها محمد أن تخرج معه للعشاء خارج المنزل , يبدو في البداية اقتراح لطيف من ساره و ليس طلب.

    2- المقاومه: سشعر محمد بعدم الراحه لأنه على موعد مع أصدقائة لمشاهدة المباراة النهائية, يعتذر منها و يخبرها أنه مرتبط سلفاً.

    3- الضغط: عندما ترى ساره أن محمد لم يعطيها الرد الذي تريد لا تحاول أن تفهم مشاعره بل تضغط عليه لتغير رأيه و تأخذ الموضوع بشكل رومانسي ... أنا أحبك و أريد أن أقضي بعض الوقت معك.

    4- التهديدات: استمر محمد بالرفض عندها أخذت ساره بتهديده أن علاقتهم ستسوء و أنها ستمرض و تكتئب.

    5- الإذعان: محمد يحب ساره و لا يريدها أن تحزن لذلك أعتذر من أصدقائه و خرج معها للعشاء.

    6- التكرار: انتصرت ساره  و محمد استسلم حتى يوقف إحساسه بمشاعر الذنب.

    هذه الخصائص السته هي أساس متلازمة الإبتزاز العاطفي.

    من المهم جداً أن نعي أن الفهم و التعاطف ليسا بحل أبداً مع المبتز بل هما مثل البنزين على نار الإبتزاز.

    و مثل ما تعلمنا جميعاً من الوعي و من شبكة أبرك التغيير الأول يكون دائماً من الداخل, و العلم بوجودنا في علاقة ابتزاز أول خطوه لحل المشكلة ....  و للأشخاص المهتمين بهذا الموضوع أنصحكم بقراءة كتاب "الإبتزاز العاطفي" للدكتوره سوزان فورورد.

    دمتم بحب و وعي ...

    فلوه القحطاني

    إنظم إلى عائلة أبرك للسلام. توجد أشياء كثيرة غير المقالات - أنقر هنا للتسجيل ستكون تجربة رائعة • أو سجل دخول للتعليق والمشاركة

     

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين