ومن خيوطِ النسيان المُزهرة تغزلُ الرُّوح دِثاراً فتختبئ عن العيونِ , ومن شواردِ الألوان ترسم بريشةِ الأحلام الزاهية مطيةً وفضاءً , فيسبح القلب خيالاً في ظلامِ الليل وزحام الدروب , ومن عثراتِ الأحزان المتناثرة تبني الرُّوح قصراً فتلوذ النفس بجداره عمراً وعهداً , فلا بأس بصُراخ الكلمات ومُداعبة الحروف علي أوراق من الماضي لم يخدشها الحبر والمداد ...
يُداعب عينيها شروق شمس الحياة ذاتَ السواد الحالك , خَمرية الوجنتين باسمةَ الهوي طفلة الرُّوح , فتنسمت نسائم الهواء العليل علي خفوتِ الحنين بعيد المدي يطويه الزمن تحت لحافه , فخفق قلبها خفقاً سريعاً وحدقت عينيها الواسعتين كزهرةِ ذابلة مائلة الهوي , فهمست همساً خفيفاً ,,,
أصدقاً مايراه عين القلب ؟
أم اضغاثُ أحلام لا تأويل لها ؟
وكلما أخذتها سِنة من النسيانِ تلوحُ لقلبها ملامح رفيق الرُّوح , فتهيم شوقاً لأوراق من الماضي كسيرة القلب , وتتهادي ذكريات الألم علي عينيها فتفيض علي قلبها سيول الحنين والأشواق , وتظلُ عناقيد الكلمات وحروف الحبيب كأوراقِ الزهور الندية تتحسسها بروحها في بستانِ قلبها , فتسكن لهذا الخيال سُكون الطفل الباكي بعد الفقدان في زحامِ الدروب القاسية..
فَََقَدَت رفيق الرُّوح شاحبة الملامح كأنها صائمة لا تُفطر ليلاً , نحيلة البدن مبعثرة الفكرة خائفة القلب وحائرة نظرات عينيها , فإنَّ الفراق هو قدر قلوب المُحبين شاءت أم أبت عاجلاً أو آجلاً , فلا دواء بعد فقد الحبيب يُبرئ قلبها ولا موت يُريح من العناء , وماتبقي الإ البدن علي قيدِ الحياة والرُّوح فارقته في طرقاتِ الأحزان والآسي , تُجرجِرَ علي إثرها ذيول الأوجاع والأنين في أحلامِ رقيقة تبخرت , والدموع تَسيلُ علي وجنتيها حتي مزقت شِغاف قلبها حزناً وكمداً..
أيها الحُب العذب الرقراق ,,,
الأ تستطيع أنَّ تغفو عن قلبها قليلاً ؟
الأ تستطيع أنَّ تُسقيها كأس السُّرور خالصةً لا يُمازجها كَدر ولا يشُوبها عَناء ؟
لا تحزن ياقلب ولا تيأس علي وديعةِ من ودائعِ الدهر اعارك إياها برهةً من الزمنِ ثُّم استردها , فلا ينتهي الحُب الصافي في الحياة , كزخاتِ مطر تروي القلوب التي انهكها الجفاف في زمنِ الجدب , وقطرات ندية تُرطب العروق فتجري فيها الدماء , وبلسم يُضّمدُ الجروح والخدوش فتلتئم بلا مشقة ولا عناء , فُيزهر بُستان الرُّوح بزهورِ فواحة تنثرُ الأريج والشذي في الآفاق , فتأسر الرُّوح والمشاعر بالحبِ والسعادة..