الإنسان هو اتحاد جسد و روح و عقل بأفضل احتمالاته التي يعيها أو أسوئها . و من خلال هذه الوحدة تنشأ النجاحات المتتالية للإنسان أو من خلال انفصالها ينتج الفشل المتتالي للإنسان على كل المستويات بدءا بانهيار الاحلام والشعور بالعجز النفسي و عدم السماح للدماغ بتحرير نفسه مما اعتقد فيه انتهاء بانهيار الجسد الفعلي عبر المرض والموت في الحياه وقبل الموت .
وما كان هذا الأتحاد إلا نتاج وعي و بصيرة فيه و التواصل الصادق معه ..فالواعيين يدركون جيداً اهمية هذه الوحدة و كيفية إنشائها بين الانسان واجزائه الثلاثة .. حتى يتمنكنوا من تحقيق ما يصبون إليه .. فمن المهم للإنسان الوعي به هو الرسل التي تأتيه من نفسه عبر المشاعر التي تشعره روحه بها من خلال قنوات اتصالها التي لم يعي بها صاحبها ..الروح تعرف ما لم تتصل بها لتعرفه منها عنك .. وما هو مخزن بنفسك وانت لا تدركه فيكون العقل الباطن محرك الرسائل لوعيك ليخبرك بشيء ما يود منك ان تصلحه ..ومن هذه الادوات و أولها هي المشاعر الصديقة على اختلاف انواعها ومنها الألم والحزن والخوف والغضب والحنين والاحساس بالنقص ..و منها الغيرة .. التي نود الحديث عنها ..حتى إذا استجبت لمشاعرك و عملت على تصويب الامر المسبب لها زالت بل تطورت الى مشاعر أفضل و أكثر بهجة .. و إن لم تستجيب لها تطورت لتألمك اكثر حتى تستجيب لتمتد عبر آلالام جسدية ترجوك أن تفهم عليها و تصوبها ..
الغيرة : هي مشاعر إيجابية في أصلها و لأن الشخص غير واعي يفهمها بطريقة خاطئة و يوجه المسؤولية فيها للخارج لينتج عنها سلوك عدائي كاره لنفسه و للآخرين و قد تمتد للمكائد و الأذى لإخماد هذا الشعور الذي اشتعل في النفس .وخاصة عند النساء بقوة و مع وجودها عند الرجل ولكن بكيفية مختلفة قليلا. ..
كالأزواج الذين يغارون على زوجاتهم و النساء اللاتي يغرن على ازواجهن للدرجة المؤذية للغير . و ما علموا أنها نقيصة في حق الشخص إن كان السلوك الناتج عنها ألم وغضب وشعور بالدونية ..فالحقيقة لا يعلم كل من الرجل و المراة أن قيمتهما الحقيقية لا تستمد من اعجاب الرجل بالمراة و لا العكس ..فقيمتكَ أو قيمتكِ ليست من أحدكما بل كل في ما يقدم للحياه تكون قيمته .و نتيجة للفهم الخاطىء لرسائل المشاعر و التعامل غير الصحيح معها ينتج المزيد منها و بأشكال مختلفة ويحدث الإنفصال بين النفس والروح والعقل ..
الغيرة مشاعر تدعوك بكل بساطة للتطوير ..طور نفسك .. مهاراتك .. طريقة تفكيرك ..إقرأ أكثر .. اتبع شغفك و كثير من الامور التي يحتاج الإنسان تطوير نفسه بها .
الجانب الاجتماعي و العاطفي
الجانب الروحي والاتصال بالنفس
الجانب العملي و مهاراته
المال وطرق كسبه
الجمال والجسد والصحة
التربية و أساليبها بما يتناسب مع التطور الحاصل في العالم .
ولمعرفة مصدر الشعور فقط اغمض عينيك و وجه لنفسك السؤال لماذا أشعر بالغيرة ما الذي يجب علي فعله تجاه هذا الشعور ؟ و حتى تعرف التطوير على أي مستوى يمكنك أيضاُ سؤال نفسك .. ما هو التطوير الذي تحتاجه نفسي الآن ؟ فكل نفس لم تنشغل بعظائم ما فيها انشغلت بصغائرها ..
و لو لاحظتم أن الحاجة و الغيرة هي سبب تقدم الأمم لتتبع ما تهوى النفس و ترغبه .. هذا الشعور الذي استغله الكثيرون لتدمير أنفسهم و غيرهم ممن يعتقدون أنهم أفضل منهم لسوء فهمهم لمعناه و لا يعلمون أن وجود الأفضل هو لدعوتهم ليصبحوا أفضل و أفضل .. وقد استثمره الواعيين لتطوير أنفسهم بل و تطوير الأرض من خلال ما تم انتاجه لترفيه أنفسهم و إرضاء ما فيها من رغبات و طموحات و اشراك الناس في هذا التطوير و هذه الرفاهية وجعل حياتهم أكثر سهولة و بهجة ..
ببساطة شديدة ..الغيرة شعور نبيل يقول لك طور نفسك فقط لا تبقى حيث أنت ..العالم يصعد للاعلى كن معهم يارفيق ..
غاروا كتير و طورواً أنفسكم أكثر ..
عيشها صح
غادة حمد