عندما أوهموا المرأة أنها تحتاج للأمان

عندما أوهموا المرأة أنها تحتاج للأمان
»  عندما أوهموا المرأة أنها تحتاج للأمان
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

إنتشرت مؤخرا فكرة تقول أن المرأة بحاجة للشعور بالأمان. هذة الفكرة أعجبت الكثير من النساء وبدأن يرددنها في كل وقت حتى أصبحت الفكرة وكأنها  شيء غريزي وأحد المسلّمات التي لا يجب التشكيك بها. هذا بدوره أدى إلى أن بدأت المرأة بالبحث عن الأمان وصارت تتلمس مشاعرها عند كل موقف تتعرض له فتجد بأنها خائفة أو مضطربة فتقوم بتفسيره على أنه عدم شعور بالأمان أو عدم توفير الرجل ذلك الأمان المزعوم.

لو تتبعنا ردة فعل المرأة بشكل عام سنجد بأنها واحدة في كل المواقف السلبية وهي عدم الشعور بالأمان. هي لا تشعر بالأمان وهي بعيدة عن الرجل ولا تشعر بالأمان بعد الحصول على وظيفة ولا تشعر بالأمان بعد أن تملك بيتا ولا تشعر بالأمان عندما تبتعد عن أهلها ولا تشعر بالأمان عند إختلال علاقتها ولا تشعر بالأمان بعد أن تملك المال. أما في علاقتها بالرجل فإن كل شيئ تترجمه إلى عدم الأمان. أصبح هذا المقياس الذي تقيس به الرجل خصوصا وفي كل مرة تصل إلى نفس النتيجة وهي أن هذا الرجل لا يوفر لها الأمان. فهي إن شعرت بالأمان معه لأنه قوي يدافع عنها فهي لن تشعر معه بالأمان ربما لأن دخله ضعيف، أو قد تفقد الشعور بالأمان لأنه قد يتركها أو يتوفى أو يتركها من أجل إمرأة أخرى، ودائما لدى المرأة سببا للشعور بعدم الأمان.

والآن لنقارن هذا بمشاعر الرجل. الرجل في الغالب لا يعاني من مشاعر الحاجة للأمان مع أنه لو قارنا قوة الرجل بقوة المرأة فسنجدها لا تختلف كثيرا. صحيح أن الرجل أقوى من المرأة بشكل عام لكن قوته لا تعد شيئا أمام شيئ حاد كالسكين أو قطعة حجر تقع على رجله مثلا. بالنسبة للسكين الرجل والمرأة مجرد مادة قابلة للقطع بسهولة. مع كل ذلك لا يعاني الرجل من عدم الشعور بالأمان مع أنه يعيش نفس الظروف ونفس المناخ ونفس صعوبات الحياة ونفس آلام الحروب ونفس الحالة المادية. ما الذي يجعل الرجل لا يشعر بإنعدام الأمان مع أنه قد يتعرض للحظات مخيفة؟ هذا له معنى أكبر من الشعور بالأمان. في الوقت الذي يترجم الرجل مشاعره على أنها مشاعر عجز تقوم المرأة بترجمتها إلى مشاعر عدم أمان. لكن ماذا تريد المرأة بالضبط؟

ما تريده المرأة هو تماما ما يريده الرجل وهو القوة. المرأة تبحث عن القوة تماما كالرجل. تريد أن تفرض وجودها وسيطرتها وسطوتها. تريد أن تكون قادرة على إنفاذ كلمتها وعقاب من يعترض عليها. تريد أن تبطش وأن تأمر فتطاع وتريد أن تتمتع بقدرات خارقة تضعها فوق كل أعدائها، لكن عندما تفشل في تحقيق ذلك بقدراتها الذاتية تشعر بالعجز وعوضا من أن تفسر الأمر كما هو كعجز فإن الإيغو يذهب أعمق ليخبرها أنها بحاجة للأمان وعادة هذة وسيلة للهروب من تحمل المسؤلية. فحاجتها للأمان شيئ ليس من مسؤلياتها وإنما مسؤلية الرجل وعليه فهي مسكينة بريئة من تهمة العجز. هكذا يصور لها الإيغو أن الغلطة ليست غلطتها وأنها لا تعاني من خلل وكل ما في الأمر أن الرجال سيؤن ولا يستطيعون توفير الأمان لها. لا يمكنها أن تعتر بأنها تعاني من العجز.

إنكار العجز هذا يجعلها تعيش في سلام مع ذاتها دون أن تفعل شيئ من أجل إكتساب القوة لأنها في قرارة نفسها تعلم أن هذا العجز الذي تشعر به يستدعي وجود رجل في حياتها يمثل القوة وتستمد منه السلطة وبهذا تكون معتمدة عليه طوال حياتها. فكرة أنها تعمد على رجل لتسيير حياتها هي ما يرعبها ويفاقم شعورها بالعجز. لماذا تشعر بالعجز؟ لأنها لا تريد أن تستخدم أدواتها كأنثى للتعامل مع الحياة. لا تريد أن تجد الرجل الذي تستخدم قوته وسطوته عن طريق إستدراجه وإغواءه وإغراءه ليلبي لها طلباتها ويسد حاجاتها بما أنه قادر على ذلك. ليس الأمان ما تبحث عنه المرأة ولكن تنقصها الأنوثة بما يكفي لأن تسيطر بها على الرجال وهذا ما يزعجها ويجعلها تشعر بالعجز لكن لا تريد أن تعترف بالأمر.

الأمان متوفر للمرأة والرجل بنفس الدرجة لأننا نعيش في تكتلات حضارية توفر فيها الدولة الغذاء والحماية والقوانين المنظمة للحياة. هذة هي مقومات الأمان ولا يتبقى على البشر إلا إكتساب مهارات الحياة التي تمكنهم من التعامل مع الصعوبات والتحديات المختلفة كل من منظوره وحسب تكوينه الجسدي ومهاراته الفطرية. حاجة المرأة للأمان مجرد خدعة تخدع بها نفسها للتعبير عن عجزها التام في إستخدام أدواتها وقدراتها ومهاراتها كأنثى بشكل صحيح.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    عندما أوهموا المرأة أنها تحتاج للأمان

    مدة القراءة: 3 دقائق

    إنتشرت مؤخرا فكرة تقول أن المرأة بحاجة للشعور بالأمان. هذة الفكرة أعجبت الكثير من النساء وبدأن يرددنها في كل وقت حتى أصبحت الفكرة وكأنها  شيء غريزي وأحد المسلّمات التي لا يجب التشكيك بها. هذا بدوره أدى إلى أن بدأت المرأة بالبحث عن الأمان وصارت تتلمس مشاعرها عند كل موقف تتعرض له فتجد بأنها خائفة أو مضطربة فتقوم بتفسيره على أنه عدم شعور بالأمان أو عدم توفير الرجل ذلك الأمان المزعوم.

    لو تتبعنا ردة فعل المرأة بشكل عام سنجد بأنها واحدة في كل المواقف السلبية وهي عدم الشعور بالأمان. هي لا تشعر بالأمان وهي بعيدة عن الرجل ولا تشعر بالأمان بعد الحصول على وظيفة ولا تشعر بالأمان بعد أن تملك بيتا ولا تشعر بالأمان عندما تبتعد عن أهلها ولا تشعر بالأمان عند إختلال علاقتها ولا تشعر بالأمان بعد أن تملك المال. أما في علاقتها بالرجل فإن كل شيئ تترجمه إلى عدم الأمان. أصبح هذا المقياس الذي تقيس به الرجل خصوصا وفي كل مرة تصل إلى نفس النتيجة وهي أن هذا الرجل لا يوفر لها الأمان. فهي إن شعرت بالأمان معه لأنه قوي يدافع عنها فهي لن تشعر معه بالأمان ربما لأن دخله ضعيف، أو قد تفقد الشعور بالأمان لأنه قد يتركها أو يتوفى أو يتركها من أجل إمرأة أخرى، ودائما لدى المرأة سببا للشعور بعدم الأمان.

    Weight loss product

    والآن لنقارن هذا بمشاعر الرجل. الرجل في الغالب لا يعاني من مشاعر الحاجة للأمان مع أنه لو قارنا قوة الرجل بقوة المرأة فسنجدها لا تختلف كثيرا. صحيح أن الرجل أقوى من المرأة بشكل عام لكن قوته لا تعد شيئا أمام شيئ حاد كالسكين أو قطعة حجر تقع على رجله مثلا. بالنسبة للسكين الرجل والمرأة مجرد مادة قابلة للقطع بسهولة. مع كل ذلك لا يعاني الرجل من عدم الشعور بالأمان مع أنه يعيش نفس الظروف ونفس المناخ ونفس صعوبات الحياة ونفس آلام الحروب ونفس الحالة المادية. ما الذي يجعل الرجل لا يشعر بإنعدام الأمان مع أنه قد يتعرض للحظات مخيفة؟ هذا له معنى أكبر من الشعور بالأمان. في الوقت الذي يترجم الرجل مشاعره على أنها مشاعر عجز تقوم المرأة بترجمتها إلى مشاعر عدم أمان. لكن ماذا تريد المرأة بالضبط؟

    ما تريده المرأة هو تماما ما يريده الرجل وهو القوة. المرأة تبحث عن القوة تماما كالرجل. تريد أن تفرض وجودها وسيطرتها وسطوتها. تريد أن تكون قادرة على إنفاذ كلمتها وعقاب من يعترض عليها. تريد أن تبطش وأن تأمر فتطاع وتريد أن تتمتع بقدرات خارقة تضعها فوق كل أعدائها، لكن عندما تفشل في تحقيق ذلك بقدراتها الذاتية تشعر بالعجز وعوضا من أن تفسر الأمر كما هو كعجز فإن الإيغو يذهب أعمق ليخبرها أنها بحاجة للأمان وعادة هذة وسيلة للهروب من تحمل المسؤلية. فحاجتها للأمان شيئ ليس من مسؤلياتها وإنما مسؤلية الرجل وعليه فهي مسكينة بريئة من تهمة العجز. هكذا يصور لها الإيغو أن الغلطة ليست غلطتها وأنها لا تعاني من خلل وكل ما في الأمر أن الرجال سيؤن ولا يستطيعون توفير الأمان لها. لا يمكنها أن تعتر بأنها تعاني من العجز.

    إنكار العجز هذا يجعلها تعيش في سلام مع ذاتها دون أن تفعل شيئ من أجل إكتساب القوة لأنها في قرارة نفسها تعلم أن هذا العجز الذي تشعر به يستدعي وجود رجل في حياتها يمثل القوة وتستمد منه السلطة وبهذا تكون معتمدة عليه طوال حياتها. فكرة أنها تعمد على رجل لتسيير حياتها هي ما يرعبها ويفاقم شعورها بالعجز. لماذا تشعر بالعجز؟ لأنها لا تريد أن تستخدم أدواتها كأنثى للتعامل مع الحياة. لا تريد أن تجد الرجل الذي تستخدم قوته وسطوته عن طريق إستدراجه وإغواءه وإغراءه ليلبي لها طلباتها ويسد حاجاتها بما أنه قادر على ذلك. ليس الأمان ما تبحث عنه المرأة ولكن تنقصها الأنوثة بما يكفي لأن تسيطر بها على الرجال وهذا ما يزعجها ويجعلها تشعر بالعجز لكن لا تريد أن تعترف بالأمر.

    الأمان متوفر للمرأة والرجل بنفس الدرجة لأننا نعيش في تكتلات حضارية توفر فيها الدولة الغذاء والحماية والقوانين المنظمة للحياة. هذة هي مقومات الأمان ولا يتبقى على البشر إلا إكتساب مهارات الحياة التي تمكنهم من التعامل مع الصعوبات والتحديات المختلفة كل من منظوره وحسب تكوينه الجسدي ومهاراته الفطرية. حاجة المرأة للأمان مجرد خدعة تخدع بها نفسها للتعبير عن عجزها التام في إستخدام أدواتها وقدراتها ومهاراتها كأنثى بشكل صحيح.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين