المتلاعب أشد فتكا بك من سيئ الطباع

»  المتلاعب أشد فتكا بك من سيئ الطباع
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 3 دقائق

العلاقات بين البشر قد تسوء لأي سبب من الأسباب من أي طرف بدون تحديد. لا نستطيع أن نقول الخطأ يقع على هذا الطرف بالكامل أو يقع على الطرف الآخر بالكامل فنحن نعرف أن لكل علاقة أطراف تتشارك في تحمل المسؤلية كل حسب مساهمته فيها.

مع وضع هذا الأمر في عين الإعتبار إلا أن هناك علاقات أشد فتكا بأحد الأطراف من غيرها. لو أخذنا علاقة فيها طرف طيب أو طبيعي نوعا ما وطرف آخر سيئ الطباع أو سيئ السلوك فسنجد أنها مزعجة في الغالب للطرف المسالم لأنه يضطر إلى تحمل سوء طباع الطرف الآخر ويتحمل منه سلوكه المزعج. كأن يكون كثير السخرية أو قليل العمل أو جبان أو بخيل أو لا يحسن العناية بنفسه أو عصبي أو أي تشكيلة مختارة مما سبق. هذة سلوكيات ظاهرة وواضحة يمكن التأقلم معها أو طلب مساعدة من صديق أو إستشارة خبير أو مواجهة بطريقة أو أخرى. الشخص السيئ سيبدو سيئ من الوهلة الأولى وعلى أقصى تقدير خلال أسابيع معدودة ستظهر عليه علامات الخلل وبذلك يمكن التعامل معها حسب الوضع. لكن هناك شيئ أشد فتكا من كل هذا.

باي نتورك

المتلاعب إذا دخل علاقة فإنه يفتك بالطرف الآخر ويدمر نفسيته ويفسد عليه حياته لأنه غير واضح. يستخدم أساليب غير مباشرة للتلاعب بنفسية ضحيته فيجعلها عاجزة عن التصرف. هو طيب ومتعاون وحسن العشرة ثم فجأة يتحول إلى جاحد بذيئ الكلام. إذا واجهته يعود ويعتذر ويتمسكن ثم إذا تأكد بأنك آمنت له إنقلب عليك. تمضي حياتك معه في حرب أشباح فلا تعرف هل هو طيب ام خبيث وهل هو صادق ام كاذب وهل هو فعلا نادم ام يمثل. لا يتوانى عن خلق مواقف مخادعة بحيث يثير فيك الشك والريبة ويضع نفسه في مواقف تبدو أنه يقوم بعمل مريب ثم تكتشف أنه لا شيئ، وبين هذا وذاك لا تعرف هل هو من بين تلك المرات قد فعل الموبقات ام لم يفعل؟ هدفه أن يجعلك متوترا بدون سبب لأنه يتغذى على هذة الطاقة. طاقة التوتر والقلق.

ضحايا المتلاعب في الغالب يتحولون إلى مدمنين عليه فلا يستطيعون فك الإرتباط به ولا وضعه في صندوق محدد لأنه يصعب عليهم تصنيفه كشخص سيئ لأنه يقوم بأشياء كثيرة رائعة ولا يستطيعون تصنيفه كشخص طيب لأن تصرفاته مريبة ومشكوك فيها وهو لا يتورع عن إظهار الجانب السيئ في شخصيته عندما يكون ذلك مناسبا له.

يستمر المتلاعب في ممارسة تلاعبه وكذبه حتى تنهار ضحيته لينتقل إلى ضحية جديدة وهكذا وفي كل مرة لديه أعذار منطقية لما يمارسه من تعذيب وتنكيل في ضحاياه التي تفقد أي قدرة على المقاومة. المتلاعب ليس رجل أو مرأة وإنما شيطان في هيئة إنسان ذكر أو أنثى يسير في الأرض يحرق كل من يعترض طريقه.

إذا وجدت نفسك في علاقة تلاعب أنفذ بجلدك في أسرع وقت ممكن لأن المتلاعب لن يرحمك فإذا تأخرت في الهروب ستفقد أي قدرة على الحركة أو قد تخرج من العلاقة بأضرار نفسية بالغة تفسد عليك إختياراتك وعلاقاتك المستقبلية. لن تكون إختياراتك متوازنة ولا علاقاتك طبيعية ما لم تدخل في مرحلة تشافي قد تمتد سنوات من المعاناة والألم لعلك تستعيد إحترامك لذاتك. التشافي من علاقة مع كذاب متلاعب يبدأ بأخذ إجازة أو فترة عدة بعد إنهاء العلاقة قد تبدأ من ستة أشهر إلى عدة أعوام كل حسب الضرر الذي تعرض له وقوة إرادته وقدرته على تجاوز الألم.

فترة العدة حيث يمتنع الإنسان عن الدخول في علاقات من أي نوع حتى يصل إلى درجة الشفاء التام وإلا فإنه يحكم على علاقته التالية بالفشل قبل أن تبدأ. هذة العدة للرجل والمرأة على حد سواء. السائد هو أن تعتد المرأة بعد إنفصالها لكن الرجل أيضا بحاجة إلى فترة عدة تماما كالمرأة ليتشافى من الندبات والجروح النفسية التي خلفها المتلاعب. في الحالات المتأزمة ينصح بأخذ إستشارة لتجاوز المرحلة بسلام.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    المتلاعب أشد فتكا بك من سيئ الطباع

    مدة القراءة: 3 دقائق

    العلاقات بين البشر قد تسوء لأي سبب من الأسباب من أي طرف بدون تحديد. لا نستطيع أن نقول الخطأ يقع على هذا الطرف بالكامل أو يقع على الطرف الآخر بالكامل فنحن نعرف أن لكل علاقة أطراف تتشارك في تحمل المسؤلية كل حسب مساهمته فيها.

    مع وضع هذا الأمر في عين الإعتبار إلا أن هناك علاقات أشد فتكا بأحد الأطراف من غيرها. لو أخذنا علاقة فيها طرف طيب أو طبيعي نوعا ما وطرف آخر سيئ الطباع أو سيئ السلوك فسنجد أنها مزعجة في الغالب للطرف المسالم لأنه يضطر إلى تحمل سوء طباع الطرف الآخر ويتحمل منه سلوكه المزعج. كأن يكون كثير السخرية أو قليل العمل أو جبان أو بخيل أو لا يحسن العناية بنفسه أو عصبي أو أي تشكيلة مختارة مما سبق. هذة سلوكيات ظاهرة وواضحة يمكن التأقلم معها أو طلب مساعدة من صديق أو إستشارة خبير أو مواجهة بطريقة أو أخرى. الشخص السيئ سيبدو سيئ من الوهلة الأولى وعلى أقصى تقدير خلال أسابيع معدودة ستظهر عليه علامات الخلل وبذلك يمكن التعامل معها حسب الوضع. لكن هناك شيئ أشد فتكا من كل هذا.

    المتلاعب إذا دخل علاقة فإنه يفتك بالطرف الآخر ويدمر نفسيته ويفسد عليه حياته لأنه غير واضح. يستخدم أساليب غير مباشرة للتلاعب بنفسية ضحيته فيجعلها عاجزة عن التصرف. هو طيب ومتعاون وحسن العشرة ثم فجأة يتحول إلى جاحد بذيئ الكلام. إذا واجهته يعود ويعتذر ويتمسكن ثم إذا تأكد بأنك آمنت له إنقلب عليك. تمضي حياتك معه في حرب أشباح فلا تعرف هل هو طيب ام خبيث وهل هو صادق ام كاذب وهل هو فعلا نادم ام يمثل. لا يتوانى عن خلق مواقف مخادعة بحيث يثير فيك الشك والريبة ويضع نفسه في مواقف تبدو أنه يقوم بعمل مريب ثم تكتشف أنه لا شيئ، وبين هذا وذاك لا تعرف هل هو من بين تلك المرات قد فعل الموبقات ام لم يفعل؟ هدفه أن يجعلك متوترا بدون سبب لأنه يتغذى على هذة الطاقة. طاقة التوتر والقلق.

    ضحايا المتلاعب في الغالب يتحولون إلى مدمنين عليه فلا يستطيعون فك الإرتباط به ولا وضعه في صندوق محدد لأنه يصعب عليهم تصنيفه كشخص سيئ لأنه يقوم بأشياء كثيرة رائعة ولا يستطيعون تصنيفه كشخص طيب لأن تصرفاته مريبة ومشكوك فيها وهو لا يتورع عن إظهار الجانب السيئ في شخصيته عندما يكون ذلك مناسبا له.

    يستمر المتلاعب في ممارسة تلاعبه وكذبه حتى تنهار ضحيته لينتقل إلى ضحية جديدة وهكذا وفي كل مرة لديه أعذار منطقية لما يمارسه من تعذيب وتنكيل في ضحاياه التي تفقد أي قدرة على المقاومة. المتلاعب ليس رجل أو مرأة وإنما شيطان في هيئة إنسان ذكر أو أنثى يسير في الأرض يحرق كل من يعترض طريقه.

    إذا وجدت نفسك في علاقة تلاعب أنفذ بجلدك في أسرع وقت ممكن لأن المتلاعب لن يرحمك فإذا تأخرت في الهروب ستفقد أي قدرة على الحركة أو قد تخرج من العلاقة بأضرار نفسية بالغة تفسد عليك إختياراتك وعلاقاتك المستقبلية. لن تكون إختياراتك متوازنة ولا علاقاتك طبيعية ما لم تدخل في مرحلة تشافي قد تمتد سنوات من المعاناة والألم لعلك تستعيد إحترامك لذاتك. التشافي من علاقة مع كذاب متلاعب يبدأ بأخذ إجازة أو فترة عدة بعد إنهاء العلاقة قد تبدأ من ستة أشهر إلى عدة أعوام كل حسب الضرر الذي تعرض له وقوة إرادته وقدرته على تجاوز الألم.

    فترة العدة حيث يمتنع الإنسان عن الدخول في علاقات من أي نوع حتى يصل إلى درجة الشفاء التام وإلا فإنه يحكم على علاقته التالية بالفشل قبل أن تبدأ. هذة العدة للرجل والمرأة على حد سواء. السائد هو أن تعتد المرأة بعد إنفصالها لكن الرجل أيضا بحاجة إلى فترة عدة تماما كالمرأة ليتشافى من الندبات والجروح النفسية التي خلفها المتلاعب. في الحالات المتأزمة ينصح بأخذ إستشارة لتجاوز المرحلة بسلام.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين