التشافي من علاقات الحب السابقة مؤلم جدا ولكن

»  التشافي من علاقات الحب السابقة مؤلم جدا ولكن
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 4 دقائق

الحب من اجمل المشاعر التي قد يعيشها الانسان مع من يحب لان فيه الكثير من المتعة والبهجة والرضى عن الذات. من الجميل ان نعيش الحب ونختبره بكل ما يحمله من مشاعر متدفقة كالشلال وتلك الاحلام والاماني المشتركة بين الحبيبين وملايين الافكار التي تحول الحياة الى جنة حقيقية بالنسبة للمحبين. كل هذا جيد ولكن الواقع لديه قصة مختلفة تماما سواء شئنا ام ابينا فدائما هناك لحظات يغيب فيها كل شيئ لاسباب لا نهائية وحينها ندرك اننا في مشكلة حقيقية.

الحب كما يأتي قد يذهب والتفاهم الذي كان يلف العلاقة قد تراجع وكل جميل بين الحبيبين يبدو باهتا بلا طعم. في هذة الحالة وبعد جهد جهيد نعود الى رشدنا لنعترف بالحقيقة. ان تلك العلاقة قد انتهت وتحول الفرح فيها الى الم والسعادة الى معناة يومية. ليس مهم من المخطئ ومن البادئ لانها تفاصيل لن تغير الوضع كثيرا. الطرفان سيخسران كثيرا خصوصا ان كانت العلاقة بدأت بالحب برغبة الطرفين بدون اكراه او فرض او تدخل من اطراف اخرى. هنا نحن نتحدث عن علاقة تمت بالاتفاق والاختيار الحر عن قناعة كاملة ومشاعر صادقة. انتهي الحب ولم يبقى الا الرماد وحان وقت المغادرة في هدوء وسلام قدر المستطاع. نقول كلماتنا الباهتة الآخيرة ونتمنى السعادة للطرف الآخر الذي سيلقي علينا نفس الكلمات الباهتة ونرحل وفي عين كل واحد دمعة متحجرة وفي قلبه الم يشبه الحفرة وفي بلعومه غصة ممزوجة بمرارة. بعد ان نجلس بعيدا كل طرف في مكان اخر او بيت آخر او بلد آخر، تبدء المشاعر بالتحرك.

Weight loss product

مشاعر حسرة وندم، مشاعر غضب من الذات ومن الطرف الآخر. يدخل الانسان في حالة انكار فكل ما تعود عليه قد انهار. سنوات وهو يتصبح بوجه من يحب. ترن الكلمات في اذنه وتداعب قلبه الضحكات ويبقى جانب السرير الذي كان يشغله الحبيب فارغا. نتذكر اللمسات ونتذكر الانفاس. اين الفطور؟ هدووووء يجب ان تتحرك بحذر حتى لا توقظ الحبيب، ما هاذا؟ لا يوجد حبيب. لماذا تحسب حساب احدا غير موجود؟ لماذا تخفض صوت التلفاز ليلا؟ مع كل ذلك فجأة تهجم الافكار السوداء. هو كان يفعل كذا وكذا، وهو السبب وهو الذي لم يبادر وهو الذي اعتدى وهو وهو وهو ويستمر المسلسل يعيد التشغيل تلقائيا كل يوم بلا توقف.

بعد فترة نيأس من الوضع وتخف المشاعر وتتناقص بمرور الوقت وقد ننشغل بيومياتنا لكن يبقى اثر تلك العلاقة يؤرقنا ويفسد علينا لحظات الفرح. في كل شارع وكل مقهى وكل موقف لنا ذكرى تؤجج المشاعر وتعيد الذكريات. حتى هذا بعد فترة يتلاشى ونعود الى طبيعتنا ويتجدد الامل في الدخول في علاقة جديدة. نبقي اعيننا مفتوحة للقادم الجديد لكن لا نراه لأننا لن نراه الا من خلال منظار الحبيب السابق ولن يعجبنا، او قد نختاره للتعويض عن الحبيب وفي كلا الحالين نحن الخاسرين. اما سنبعد حبيب محتمل او سنختار حبيب يمثل النقص في العلاقة السابقة وهذا فيه ظلم له ولأنفسنا. كأننا نقول له انت ادفع ثمن غلطة الحبيب السابق، انت امنحنا ما افتقدناه في العلاقة السابقة لنكتشف باننا نحن المشكلة في حياته وقد نفسد مستقبله كما افسد الحبيب السابق مستقبلنا معه.

في هذة الحالة لا بد من التشافي قبل الدخول في علاقة جديدة. التشافي هذا قد يستغرق شهور او سنوات على حسب نوع العلاقة السابقة وعمقها والفترة الزمنية التي عاشتها. لا يوجد مقياس محدد لمدى تأثير الحب السابق على حياتنا ولكن ان كانت كل امورنا ومشاعرنا ومخاوفنا واحلامنا تمر من خلال زجاج العلاقة السابقة فهذا يعني الحاجة للتشافي منها والتطهر من رواسبها تماما لنتمكن من العودة للحياة الطبيعية مما سيساعدنا على البدء من جديد بخبرة لكن بدون العفش الزائد.

يبدأ التشافي بالغفران. الغفران له مفعول السحر. ان تغفر للعلاقة السابقة وتتجاوز عن مشاعر الغضب وخيبة الامل واللوم ومشاعر الذنب والتأنيب والتقصير واي مشاعر اخرى كجرح الكرامة والشعور بالضعف واليأس او الرغبة بالانتقام والتدمير والاعتداء وكل الافكار السوداء التي تدور في الذهن. بالغفران فقط نتقدم. عندما نغفر فنحن نغفر من اجل انفسنا. نغفر لنتقدم ونعود للحياة وليس للطرف الآخر. الطرف الآخر يعيش في عالمه الذي لا نعلم ما هو. ربما هو يتألم ويلعن اللحظة التي عرفنا فيها او هو يتوق للعودة او يتوق للانتقام او يفكر بالف فكرة سوداء او جميلة عنا. هذة هي حياته وهذة هي معاناته وعليه ان يتعامل معها بطريقته. المهم ان ندرك ان حياتنا نحن لن تتقدم بدون انهاء حالة الصراع واعلان الهدنة مع الحبيب السابق بيننا وبين انفسنا وذلك استعدادا لبدء صفحة جديدة سليمة.

ليس ذنب القادم الجديد انك عشت تجربة فاشلة او مؤلمة. من سيدخل حياتك من حقه الحصول عليك بنسبة ١٠٠٪ دون اي تبعات ناتجة عن علاقاتك السابقة. انت ايضا لا ترتبط بقادم جديد دون ان تتأكد انه قد انهى مرحلة التشافي وعاد الى طبيعته حتى لا تدفع ثمن اخفاقاته وقراراته الخاطئة.

نحن نعيش الحب ونتعلم لنصبح افضل. كل تجربة يجب ان تساعدنا على الارتقاء سواء مع نفس الشخص حال عودته او مع قادم جديد. من حق كل علاقة ان تبدأ على اساس متين ونظيف. اغفر لتعود للحياة


  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    التشافي من علاقات الحب السابقة مؤلم جدا ولكن

    مدة القراءة: 4 دقائق

    الحب من اجمل المشاعر التي قد يعيشها الانسان مع من يحب لان فيه الكثير من المتعة والبهجة والرضى عن الذات. من الجميل ان نعيش الحب ونختبره بكل ما يحمله من مشاعر متدفقة كالشلال وتلك الاحلام والاماني المشتركة بين الحبيبين وملايين الافكار التي تحول الحياة الى جنة حقيقية بالنسبة للمحبين. كل هذا جيد ولكن الواقع لديه قصة مختلفة تماما سواء شئنا ام ابينا فدائما هناك لحظات يغيب فيها كل شيئ لاسباب لا نهائية وحينها ندرك اننا في مشكلة حقيقية.

    الحب كما يأتي قد يذهب والتفاهم الذي كان يلف العلاقة قد تراجع وكل جميل بين الحبيبين يبدو باهتا بلا طعم. في هذة الحالة وبعد جهد جهيد نعود الى رشدنا لنعترف بالحقيقة. ان تلك العلاقة قد انتهت وتحول الفرح فيها الى الم والسعادة الى معناة يومية. ليس مهم من المخطئ ومن البادئ لانها تفاصيل لن تغير الوضع كثيرا. الطرفان سيخسران كثيرا خصوصا ان كانت العلاقة بدأت بالحب برغبة الطرفين بدون اكراه او فرض او تدخل من اطراف اخرى. هنا نحن نتحدث عن علاقة تمت بالاتفاق والاختيار الحر عن قناعة كاملة ومشاعر صادقة. انتهي الحب ولم يبقى الا الرماد وحان وقت المغادرة في هدوء وسلام قدر المستطاع. نقول كلماتنا الباهتة الآخيرة ونتمنى السعادة للطرف الآخر الذي سيلقي علينا نفس الكلمات الباهتة ونرحل وفي عين كل واحد دمعة متحجرة وفي قلبه الم يشبه الحفرة وفي بلعومه غصة ممزوجة بمرارة. بعد ان نجلس بعيدا كل طرف في مكان اخر او بيت آخر او بلد آخر، تبدء المشاعر بالتحرك.

    مشاعر حسرة وندم، مشاعر غضب من الذات ومن الطرف الآخر. يدخل الانسان في حالة انكار فكل ما تعود عليه قد انهار. سنوات وهو يتصبح بوجه من يحب. ترن الكلمات في اذنه وتداعب قلبه الضحكات ويبقى جانب السرير الذي كان يشغله الحبيب فارغا. نتذكر اللمسات ونتذكر الانفاس. اين الفطور؟ هدووووء يجب ان تتحرك بحذر حتى لا توقظ الحبيب، ما هاذا؟ لا يوجد حبيب. لماذا تحسب حساب احدا غير موجود؟ لماذا تخفض صوت التلفاز ليلا؟ مع كل ذلك فجأة تهجم الافكار السوداء. هو كان يفعل كذا وكذا، وهو السبب وهو الذي لم يبادر وهو الذي اعتدى وهو وهو وهو ويستمر المسلسل يعيد التشغيل تلقائيا كل يوم بلا توقف.

    بعد فترة نيأس من الوضع وتخف المشاعر وتتناقص بمرور الوقت وقد ننشغل بيومياتنا لكن يبقى اثر تلك العلاقة يؤرقنا ويفسد علينا لحظات الفرح. في كل شارع وكل مقهى وكل موقف لنا ذكرى تؤجج المشاعر وتعيد الذكريات. حتى هذا بعد فترة يتلاشى ونعود الى طبيعتنا ويتجدد الامل في الدخول في علاقة جديدة. نبقي اعيننا مفتوحة للقادم الجديد لكن لا نراه لأننا لن نراه الا من خلال منظار الحبيب السابق ولن يعجبنا، او قد نختاره للتعويض عن الحبيب وفي كلا الحالين نحن الخاسرين. اما سنبعد حبيب محتمل او سنختار حبيب يمثل النقص في العلاقة السابقة وهذا فيه ظلم له ولأنفسنا. كأننا نقول له انت ادفع ثمن غلطة الحبيب السابق، انت امنحنا ما افتقدناه في العلاقة السابقة لنكتشف باننا نحن المشكلة في حياته وقد نفسد مستقبله كما افسد الحبيب السابق مستقبلنا معه.

    في هذة الحالة لا بد من التشافي قبل الدخول في علاقة جديدة. التشافي هذا قد يستغرق شهور او سنوات على حسب نوع العلاقة السابقة وعمقها والفترة الزمنية التي عاشتها. لا يوجد مقياس محدد لمدى تأثير الحب السابق على حياتنا ولكن ان كانت كل امورنا ومشاعرنا ومخاوفنا واحلامنا تمر من خلال زجاج العلاقة السابقة فهذا يعني الحاجة للتشافي منها والتطهر من رواسبها تماما لنتمكن من العودة للحياة الطبيعية مما سيساعدنا على البدء من جديد بخبرة لكن بدون العفش الزائد.

    يبدأ التشافي بالغفران. الغفران له مفعول السحر. ان تغفر للعلاقة السابقة وتتجاوز عن مشاعر الغضب وخيبة الامل واللوم ومشاعر الذنب والتأنيب والتقصير واي مشاعر اخرى كجرح الكرامة والشعور بالضعف واليأس او الرغبة بالانتقام والتدمير والاعتداء وكل الافكار السوداء التي تدور في الذهن. بالغفران فقط نتقدم. عندما نغفر فنحن نغفر من اجل انفسنا. نغفر لنتقدم ونعود للحياة وليس للطرف الآخر. الطرف الآخر يعيش في عالمه الذي لا نعلم ما هو. ربما هو يتألم ويلعن اللحظة التي عرفنا فيها او هو يتوق للعودة او يتوق للانتقام او يفكر بالف فكرة سوداء او جميلة عنا. هذة هي حياته وهذة هي معاناته وعليه ان يتعامل معها بطريقته. المهم ان ندرك ان حياتنا نحن لن تتقدم بدون انهاء حالة الصراع واعلان الهدنة مع الحبيب السابق بيننا وبين انفسنا وذلك استعدادا لبدء صفحة جديدة سليمة.

    ليس ذنب القادم الجديد انك عشت تجربة فاشلة او مؤلمة. من سيدخل حياتك من حقه الحصول عليك بنسبة ١٠٠٪ دون اي تبعات ناتجة عن علاقاتك السابقة. انت ايضا لا ترتبط بقادم جديد دون ان تتأكد انه قد انهى مرحلة التشافي وعاد الى طبيعته حتى لا تدفع ثمن اخفاقاته وقراراته الخاطئة.

    نحن نعيش الحب ونتعلم لنصبح افضل. كل تجربة يجب ان تساعدنا على الارتقاء سواء مع نفس الشخص حال عودته او مع قادم جديد. من حق كل علاقة ان تبدأ على اساس متين ونظيف. اغفر لتعود للحياة


    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين