أهلا بك، أنت الآن عربي و لديك القدرة على قراءة اللسان العربي و على التفريق بين الفعل و الفاعل و المفعول به و حروف الجر.
قدرتك على فهم ما أكتبه لك الآن دليل على قدرتك على التعامل مع كتاب الله عز و جل.
أريد أن أنبهك لأمر مهم. القرآن ليس صعب في الفهم و لا في التطبيق.
القرآن ممزوج بطبيعتك الإنسانية مما يجعل فهم كلماته أمر طبيعي عليك.
يقول الله في سورة الرحمان "الرحمان * علّم القرآن * خلق الإنسان"
قبل أن يخلقك الرحمان، فالرحمان قام بتعليمك القرآن. و أنت في حياتك على سطح الأرض تتذكر ما علّمه الرحمان لك، كونك الآن إنسان يسمع و يرى و يتحرك و يتكلم و يدرك الأمور من حوله فأنت قادر على تعلّم القرآن بكل يسر.
- يا أخي هناك كلمات في القرآن صعبة جدا و يستحيل علينا فهمها؟
- لا تخف كون القرآن أُنزل عليك فأنت ستفهم كل كلماته في الوقت المناسب.
فالقرآن كتاب حياة، و هو نزل عليك ليساعدك في حياتك، فكيف تسيء الظن بالله و تظن أن القرآن يستحيل فهم جميع كلماته فهما حقيقيا و يوافف الفطرة و يوافق الحياة الطيبة؟
- هل ترشدني إلى طريقة تسهل علي فهم القرآن؟
- القرآن نعمة و كنوز هذه النعمة تتجلى في حياة العباد الصادقين و الشاكرين و المخلَصين و المتقين و الأبرار و المؤمنين.
- العباد الصادقين
أي العباد الذي يقولون الصدق و يصدقون بالصدق إذ جائهم. أي إن تبين لهم الحق صدقوه و لم يكذبوه. القرآن كتاب الله و هذا صدق. صدِّق بهذا الصدق تفهم القرآن.
✔ يقول الله على هؤلاء العباد : "وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ"
- العباد الشاكرين
أي العباد الذين يستشعرون النعم و يستخدموا هذه النعم في نفع أنفسهم و نفع البشرية و نفع الأرض.
القرآن نعمة.
✔ يقول الله : "اليوم أتممت عليكم نعمتي"
فاستشعارك لنعمت القرآن و تفاعلك مع هذه النعمة فكريا و شعوريا و حركيا سيساعدك على استخراج النعم الموجودة في القرآن.
- العباد المخلَصين
العباد المخلَصين هي الفئة التي طهرت و أخلَصت فكرها و مشاعرها و حركتها من الشرك و الظنون و الفساد. فأصبحوا خالصين لله
.
✔يقول الله : "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ"
عندما تصبح خالص عن طريق تطهير حياتك من الشرك و الظنون و الفساد فإنك ستمس جوهر المعاني التي أودعها الله في القرآن الكريم.
- المتقين
المتقين هم الفئة التي تحمي حياتها من الضر و التلف و الفقدان.
حماية نفسك و فكرك و مشاعرك و حركتك من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية والديك من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية زوجك من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية أبنائك من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية زملاء العمل من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية الموظفين عندك من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية الناس من الضر نوع من أنواع التقوى.
حماية ممتلاكاتك من الضر نوع من أنواع التقوى.
القرآن يمكنك من تحقيق التقوى و الحماية في جميع جوانب الحياة. فعندما تتحرك بصفتك من المتقين الذين يحمون جوانب حياتهم من الضر فإنك تتمكن من استخراج علوم القرآن التي ستساعدك على زيادة التقوى في حياتك.
✔يقول الله : "ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ"
✔يقول الله : "وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ"
- الأبرار
الأبرار هم الناس التي تتحرك بالبر في حياتها. و البر هو أن تُحرك الأمور اتجاه المنفعة. عندما تتحرك و تُحرِّك فكرك و مشاعرك و تُحرِّك أعمال الشركة و تُحرِّك الناس من حولك نحو النفع و المنفعة فأنت بهذه الحركة تصبح من الأبرار.
لأن القرآن كتاب يحيي الإنسان (ينفع الإنسان) فكونك أصبحت إنسان نافع في حركتك (أي من الأبرار) ففهم القرآن سيصبح وسيلتك لزيادة هذا البر و هذا النفع في حياتك و حياة الناس و حياة المخلوقات الأخرى.
- المؤمنين
الإيمان هو صلتك بالغيب أي صلتك بالله و الملائكة و الآخرة.
فإيمانك بالغيب أحد أكبر المفاتيح لفهم القرآن. لأن أكبر موضوعين تحدث عنهم كتاب الله هما "الله" و "اليوم الآخر" استحضارك لله و لليوم الآخر في كل ساعة و كل دقيقة و كل ثانية يجعل قلبك يهتدي إلى نور القرآن.
✔ يقول الله : "مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ۚ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
استوعب كل فئة شرحتها لك في هذا المقال و جسدهم في حياتك و ستبدأ تفهم القرآن فهما صحيحا عميقا يخرجك و يخرج الناس من الظلمات إلى النور.
ختاما، إليكم هذا الفيديو لزيادة الوضوح حول الطريق الصح لفهم القرآن :
https://youtu.be/TKEErhOAvy0