وإذا الموءودة سئلت ؟

»  وإذا الموءودة سئلت ؟
شكرا لزيارتك! المحتوى متوفر بعد تسجيل الدخول
تسجيل جديد
مدة القراءة: 5 دقائق

(7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9).. التكوير
عندما كنت صغيرة و لبعض الوقت أقنعني تفسير هذه الآيات و حمدت الله حمدا كثيراً على أنني لم أكن تحت التراب لأحرم الحياه و حظيت بالإسلام ديناً رحيما و مسلمون رحماء . فالأنثى كانت توأد و هي حية تحت التراب من قبل أعزائنا الرجال .. ياله من تصور مريع كيف تدفن طفلة حية فهكذا كانوا يفعلون في الجاهلية الاولى و حسب ما ورد من تفاسير في قصص السابقين والسلف .. مع أنني بداخلي أرفض هذه القصص و لا أراها منطقية فلو كانت هذه ظاهرة بين العرب بوأدهم للفتيات فسيتبادر للذهن تلقائياّ .. من سيتزوج هؤلاء الرجال .أو ليس يتزوجون الإناث ألم يفكروا قليلا و لو لحساب مصلحتهم قليلا قبل وأد بناتهم .. و لو كانت قله نادرة التي يقوم بهذا الفعل لما نزلت الآية الكريمة لتخلد عبر العصور لنتسائل عن سبب وتفسير هذه الآيات الآن . فهل سمعنا عن دفن أحد لبناته الرضع في عصرنا الحالي . أنا لم أسمع ومن يفعل سواء بقتل بنت أو ولد فورا يتهم بالمرض النفسي الحاد أو الجنون أو التعاطي لنوع خطير من المخدرات المصنعة و ليست حتى الطبيعية .أو إن أقيمت مجازر في دول ما و شملت الدفن للناس أحياء للرجال و النساء والأطفال على السواء وتم كشفها فتقوم الدنيا بل و يحدث صخب اعلاني كبير على هذه المجازر المؤلمة في حق الإنسانية و عند كل دين أو طائفة و يجرم الفاعلين و يتهمون .

ما معنى وأد حسب معجم المعاني :

باي نتورك

وأَدَ يئِد ، اوْئِدْ / إِدْ ، وَأْدًا ، فهو وائِد ، والمفعول وئِيدٌ ، ووئيد و مَوْءود
وأَد البنتَ : دفنها في التّراب حيَّة ( عادة جاهليّة )
وأَدتِ الحكومةُ الحُرِّيَّاتِ : كَبَتَتْها وقيَّدتْها
وأَد الفتنةَ في مهدها : قضى عليها مبكّرًا
وَأَدَ الرَّجُلَ : أَثْقَلَهُ

لو نظرنا الى المعاني لوجدنا أن المعنى المناسب على مر العصور للمقصود بهذه الآية لوجدنا أنه الكبت و التقييد .. و بما أنها مؤنثة فالمقصود بها الأنثى بالضبط .
عندما كبرت قليلاً و وجدت سلسة من القيود لا تنتهي فقط لأني أنثى وقتها تحديداً شكرت الجاهلية الاولى على دفننا في التراب أحياء و قبل أن نحيا لنعاني من الدفن أحياء بالحياة التي تنبض في الخارج و نشم رائحتها من بعيد بأوكسجين ملوث لنا و نقي لغيرنا . تسائلت هل ماي دور برأسي من أفكار و متطلبات للحياه محرم .. هل نفسي كافرة .. كيف و أنا صغيرة بعد لم أكن لأعرف الكفر قبل الايمان ! لماذا إذن تأتيني هذه الأفكار .. لماذا لا تأتي إلا لمن له الحق في تطبيقها .. تسائلت هل الله ذكر و ملائكته الطائعة هي له ؟ هل الرجل صورة مصغرة لله هم الأله و الإناث هن ملائكتهم الطائعة ؟ ! " جل الله و علا عما نقول "

إذن لماذا الذكر هو الحاكم في الأرض لماذا هم من يأد البنات في كل عصر "الرجال " ترى هل فهمو معنى الوأد ؟ باعتقادي أن هذه الآية المراة هي القادرة على تفسيرها بل و الشعور بها و معرفة ما أراد الله بها بالضبط ..

إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت .؟ . قتلت لأنها أنثى فقط فمنعت وكبتت و صودرت حريتها بالاختيار .بالضحك بالركض باللعب بالتصرف على سجيتها .. برغباتها و احلامها و طموحاتها بإبداعاتها التي وضعها الله فيها فهي لم تخلق نفسها و لم تضع فيها ما تتألم لأجله و تود تحقيقه لو ما أراد الله لها ذلك .حتى بحبها و زواجها بمن تريد ..و الذي منعها منه رجل و وأدها و قتلها حية فالتفسير يعدل ليصبح
" دفن المرأة حية فوق التراب و ليس تحته "
لا تخفوا التفسير الحقيقي ..لهذه الآيات لتمنوا علينا بعدها و تقولوا لنا احمدن الله أننا مسلمين و لم ندفنكن أحياء تحت التراب كما قبل الإسلام . تمنوا بفضل ليس لكم فيه فضل و بفضل لم تفعلوه أصلاً .
حرمتوها جمالها احلامها
قتلتم آمالها وشوهتم ايمانها بخالقها وشككتم به بداخلها .. نزعتم طفولتها .. حرمتم عليها اللعب و الضحكات العشوائية البريئة .. فقط لأنها أنثى .نظرتم إليها على أنها عورةومصدر تهديد و قد تجلب العار لكم في أي لحظة لذلك يجب الوأد باكراً عن طريق وضع حدودو لهذا المخلوق الذي لا يحق له العيش بحرية و اختيار .وسجنها في هذا العالم الفسيح والغريب جداً جداً بمن لا يفكر كيف تستأمن هذه الأنثى على خلق الله في بطنها وفي حصنها وفي تنشأتها وتربيتها للذكر قبل الأنثى لتربي اجيال قد تصعد وتحلق في السماء ابداعا و انجاز .
فاخترعوا موضوع المحرم للمراة في السفر والحركة أي الرقيب و اسموه محرم أو بالعربي سجان لانني لا أفهم معنى محرم حتى اللحظة بحجة الحماية اولا من نفسها ثانيا من الغزاة عليها هنا او هناك .. ربما كان في السابق السفر عبر الدواب و قطاع الطرق الذين قد يعترضون الطرقات و يقتلون فوجب الحماية بقوة الجسد و السلاح .
اما الآن فأبعد مسافة قد تصل الى 18 او 22 ساعة سفر بالطائرة المؤمنة و تحت رعاية القانون الذي يتواجد في معظم الكرة الأرضية .
و لكن الحقيقة المؤلمة جدا ان هذا المسمى محرم هو حارس عليها من نفسها خوفا أن تضل او تُضل أحدهم يغويها أحد أو تغوي أحد
نا كرين عليها حتىرغبتها بدينها و قيمها التي تربت عليها فهي هشة وجب حمايتها .حقيقة مؤلمة جدا لكل امراة على وجه الأرض مستنكرين عليها اي هامش في الخطأ فهي وجب أن تكون ملاكاً في ك الأوقات و الأزمان و الظروف و الأماكن . أما أعزائنا الرجال جائز أن يكون كل يوم في حال شيطاناً و ملاك و من خطأه يتعلم وهي دون خطا تدفن حية .
علما أن الوئد تطور و وصل الى الرجال فالأقوى في العالم وئد دولنا جميعها وتحكم بها وحكوماتنا وئدت الحرياتهم و قيدت كل الألسنة و الحركة و الافكار البناءة و الابداعات وحتى الاباء قيدوا أبنائهم و أحلامهم وخياراتهم فأصبح البطل الذي يتزوج من يحبها دون رضى عائلته .

تفكروا و انظروا لسلسة لا تنتهي من اللاوعي .

دعني أؤكد لكم شيئاً أعزائي الرجال أنتم كل يوم توئدون النساء بشكل لم يسبقكم به أحد . فعذرا منكم .. فأنتم الجاهلية الاولى بامتياز
و ستسئل كل موءودة بأي ذنب قتلت وهذا السؤال لكم و ليس لها .أرجو أن تستطيعوا الإجابة .

عيشها صح
غادة حمد

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    وإذا الموءودة سئلت ؟

    مدة القراءة: 5 دقائق

    (7) وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9).. التكوير
    عندما كنت صغيرة و لبعض الوقت أقنعني تفسير هذه الآيات و حمدت الله حمدا كثيراً على أنني لم أكن تحت التراب لأحرم الحياه و حظيت بالإسلام ديناً رحيما و مسلمون رحماء . فالأنثى كانت توأد و هي حية تحت التراب من قبل أعزائنا الرجال .. ياله من تصور مريع كيف تدفن طفلة حية فهكذا كانوا يفعلون في الجاهلية الاولى و حسب ما ورد من تفاسير في قصص السابقين والسلف .. مع أنني بداخلي أرفض هذه القصص و لا أراها منطقية فلو كانت هذه ظاهرة بين العرب بوأدهم للفتيات فسيتبادر للذهن تلقائياّ .. من سيتزوج هؤلاء الرجال .أو ليس يتزوجون الإناث ألم يفكروا قليلا و لو لحساب مصلحتهم قليلا قبل وأد بناتهم .. و لو كانت قله نادرة التي يقوم بهذا الفعل لما نزلت الآية الكريمة لتخلد عبر العصور لنتسائل عن سبب وتفسير هذه الآيات الآن . فهل سمعنا عن دفن أحد لبناته الرضع في عصرنا الحالي . أنا لم أسمع ومن يفعل سواء بقتل بنت أو ولد فورا يتهم بالمرض النفسي الحاد أو الجنون أو التعاطي لنوع خطير من المخدرات المصنعة و ليست حتى الطبيعية .أو إن أقيمت مجازر في دول ما و شملت الدفن للناس أحياء للرجال و النساء والأطفال على السواء وتم كشفها فتقوم الدنيا بل و يحدث صخب اعلاني كبير على هذه المجازر المؤلمة في حق الإنسانية و عند كل دين أو طائفة و يجرم الفاعلين و يتهمون .

    ما معنى وأد حسب معجم المعاني :

    وأَدَ يئِد ، اوْئِدْ / إِدْ ، وَأْدًا ، فهو وائِد ، والمفعول وئِيدٌ ، ووئيد و مَوْءود
    وأَد البنتَ : دفنها في التّراب حيَّة ( عادة جاهليّة )
    وأَدتِ الحكومةُ الحُرِّيَّاتِ : كَبَتَتْها وقيَّدتْها
    وأَد الفتنةَ في مهدها : قضى عليها مبكّرًا
    وَأَدَ الرَّجُلَ : أَثْقَلَهُ

    لو نظرنا الى المعاني لوجدنا أن المعنى المناسب على مر العصور للمقصود بهذه الآية لوجدنا أنه الكبت و التقييد .. و بما أنها مؤنثة فالمقصود بها الأنثى بالضبط .
    عندما كبرت قليلاً و وجدت سلسة من القيود لا تنتهي فقط لأني أنثى وقتها تحديداً شكرت الجاهلية الاولى على دفننا في التراب أحياء و قبل أن نحيا لنعاني من الدفن أحياء بالحياة التي تنبض في الخارج و نشم رائحتها من بعيد بأوكسجين ملوث لنا و نقي لغيرنا . تسائلت هل ماي دور برأسي من أفكار و متطلبات للحياه محرم .. هل نفسي كافرة .. كيف و أنا صغيرة بعد لم أكن لأعرف الكفر قبل الايمان ! لماذا إذن تأتيني هذه الأفكار .. لماذا لا تأتي إلا لمن له الحق في تطبيقها .. تسائلت هل الله ذكر و ملائكته الطائعة هي له ؟ هل الرجل صورة مصغرة لله هم الأله و الإناث هن ملائكتهم الطائعة ؟ ! " جل الله و علا عما نقول "

    إذن لماذا الذكر هو الحاكم في الأرض لماذا هم من يأد البنات في كل عصر "الرجال " ترى هل فهمو معنى الوأد ؟ باعتقادي أن هذه الآية المراة هي القادرة على تفسيرها بل و الشعور بها و معرفة ما أراد الله بها بالضبط ..

    إذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت .؟ . قتلت لأنها أنثى فقط فمنعت وكبتت و صودرت حريتها بالاختيار .بالضحك بالركض باللعب بالتصرف على سجيتها .. برغباتها و احلامها و طموحاتها بإبداعاتها التي وضعها الله فيها فهي لم تخلق نفسها و لم تضع فيها ما تتألم لأجله و تود تحقيقه لو ما أراد الله لها ذلك .حتى بحبها و زواجها بمن تريد ..و الذي منعها منه رجل و وأدها و قتلها حية فالتفسير يعدل ليصبح
    " دفن المرأة حية فوق التراب و ليس تحته "
    لا تخفوا التفسير الحقيقي ..لهذه الآيات لتمنوا علينا بعدها و تقولوا لنا احمدن الله أننا مسلمين و لم ندفنكن أحياء تحت التراب كما قبل الإسلام . تمنوا بفضل ليس لكم فيه فضل و بفضل لم تفعلوه أصلاً .
    حرمتوها جمالها احلامها
    قتلتم آمالها وشوهتم ايمانها بخالقها وشككتم به بداخلها .. نزعتم طفولتها .. حرمتم عليها اللعب و الضحكات العشوائية البريئة .. فقط لأنها أنثى .نظرتم إليها على أنها عورةومصدر تهديد و قد تجلب العار لكم في أي لحظة لذلك يجب الوأد باكراً عن طريق وضع حدودو لهذا المخلوق الذي لا يحق له العيش بحرية و اختيار .وسجنها في هذا العالم الفسيح والغريب جداً جداً بمن لا يفكر كيف تستأمن هذه الأنثى على خلق الله في بطنها وفي حصنها وفي تنشأتها وتربيتها للذكر قبل الأنثى لتربي اجيال قد تصعد وتحلق في السماء ابداعا و انجاز .
    فاخترعوا موضوع المحرم للمراة في السفر والحركة أي الرقيب و اسموه محرم أو بالعربي سجان لانني لا أفهم معنى محرم حتى اللحظة بحجة الحماية اولا من نفسها ثانيا من الغزاة عليها هنا او هناك .. ربما كان في السابق السفر عبر الدواب و قطاع الطرق الذين قد يعترضون الطرقات و يقتلون فوجب الحماية بقوة الجسد و السلاح .
    اما الآن فأبعد مسافة قد تصل الى 18 او 22 ساعة سفر بالطائرة المؤمنة و تحت رعاية القانون الذي يتواجد في معظم الكرة الأرضية .
    و لكن الحقيقة المؤلمة جدا ان هذا المسمى محرم هو حارس عليها من نفسها خوفا أن تضل او تُضل أحدهم يغويها أحد أو تغوي أحد
    نا كرين عليها حتىرغبتها بدينها و قيمها التي تربت عليها فهي هشة وجب حمايتها .حقيقة مؤلمة جدا لكل امراة على وجه الأرض مستنكرين عليها اي هامش في الخطأ فهي وجب أن تكون ملاكاً في ك الأوقات و الأزمان و الظروف و الأماكن . أما أعزائنا الرجال جائز أن يكون كل يوم في حال شيطاناً و ملاك و من خطأه يتعلم وهي دون خطا تدفن حية .
    علما أن الوئد تطور و وصل الى الرجال فالأقوى في العالم وئد دولنا جميعها وتحكم بها وحكوماتنا وئدت الحرياتهم و قيدت كل الألسنة و الحركة و الافكار البناءة و الابداعات وحتى الاباء قيدوا أبنائهم و أحلامهم وخياراتهم فأصبح البطل الذي يتزوج من يحبها دون رضى عائلته .

    تفكروا و انظروا لسلسة لا تنتهي من اللاوعي .

    دعني أؤكد لكم شيئاً أعزائي الرجال أنتم كل يوم توئدون النساء بشكل لم يسبقكم به أحد . فعذرا منكم .. فأنتم الجاهلية الاولى بامتياز
    و ستسئل كل موءودة بأي ذنب قتلت وهذا السؤال لكم و ليس لها .أرجو أن تستطيعوا الإجابة .

    عيشها صح
    غادة حمد

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين