الله علِم أن البشرية ستنقسم لفئتين كبيرتين.
فئة إسمهم ب "أهل الكتاب" و فئة إسمهم ب "الأميين".
أهل الكتاب و هي الفئة التي وجدت نفسها في بيئة تتردد فيها كلمات مثل "الله" و "اليوم الآخر" و "الشيطان" و "الأنبياء" و "الملائكة" و "الصلاة" و "الصيام" و "الحج".
و جميع الناس الذين اعتادوا على سماع هذه الكلمات سواء في بيوتهم أو الشارع أو التلفاز أو المقالات فهم من أهل الكتاب.
الأميين و هم الناس الذين لا يتبنون المفاهيم التي يذكر فيها الأنبياء و الشيطان و الله و الآخرة و الصلاة و الصيام و الحج. و هم فئة تعيش على الفطرة، فهم يركزون على الأخلاق و البناء و إعمار الأرض. و هذه الفئة نجدها منتشرة في أغلب الدول الأروبية و بعض الدول الأسيوية مثل اليبان و كوريا.
كونك وجدت نفسك ضمن فئة "أهل الكتاب" و الآخرون وجدوا أنفسهم من فئة "الأميين" فهذا لا يعني أي تمييز بين الفئتين. فكلنا في الأخير بشر سَخَّرَنا الله لمساعدة بعضنا البعض.
فدورك أنت ضمن أهل الكتاب هو أن تتعمق في معرفة "معلومات الكتاب".
حتى تزداد نسبة الحق لديك و يزداد صدقك اتجاه ذلك الحق.
و بذلك الحق ستستطيع الإقتراب إلى "الأميين" و الإقتراب إلى "أهل الكتاب" لإنارة طريقهم بالحكمة و الموعظة الحسنة اتجاه "الله" و "الأنبياء" و "اليوم الآخر" و "الشيطان" و "الملائكة" ... إلخ من المعلومات التي تقرؤونها في الكتاب.
فلا تعتقد أن الله ميزك عن غيرك فقط لأنك تقرأ القرآن الكريم.
الله لم يميز أحد، الله خلق الجميع و يختبر الجميع في إختياراتهم الشخصية.
ماذا فعلت بالكتاب الذي وجدته بين يديك؟
هل فهمته؟
هل طبقته؟
هل أخرجت به نفسك و الناس من الظلمات إلى النور؟
الأميين اخترعوا لك الحاسوب و السيارة و الهاتف و المدياع و شبكات التواصل و الطيارة و و و.
فماذا فعلت أنت بالكتاب؟
هذا ما سيسألك عليه الله يوم القيامة.
✔ يقول الله : "فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ"
فاستخدم كتاب ربك في إحياء الناس بأهل الكتاب منهم و بالأميين منهم.
- ملحوظة إضافية حتى يكتمل الموضوع في أذهانكم :
النبي محمد "عليه الصلاة و السلام" كان أمِّيّا في بداية حياته و حافظ على أمِّيَّته حتى انتهت رحلته على سطح الأرض.
✔ يقول الله : "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"
أي أن النبي محمد كان يعيش على الصدق و السلام و الأمان و على كل الأمور الفطرية و الطبيعية الموجودة بقلوبنا.
و لكن في نفس الوقت كان من "أهل الكتاب" أي أنه كان يعتمد على كتاب الله في تعلُّم أمور حياته و تعليم الناس أمور حياتهم.
نحن البشر يمكن أن نكون من الأميين دون أن نعتمد على الكتاب.
و يمكن أن نكون من أهل الكتاب و لكن فقدنا فطرتنا و أمِّيَّتنا.
و الحكيم هو من يعتمد على أمِّيَّته و في نفس الوقت يعتمد على كتاب الله في تدبير حياته و حاضره و مستقبله.
- ملحوظة عن الأطفال :
الأطفال يعيشون بشكل أمِّي و فطري، لهذا على الكبار أن يركزوا على تقوية هذا الجانب من شخصيتهم كالصدق و العفوية و الحرية و الأمان و السلام و الإستقلال، و مع المدة ستبدأ تتفتح أعين الأطفال على مفاهيم الكتاب و سيتعلمون كيف يستفيدون منها في حياتهم.
- معلومة عن علاقة الأمِّية بالفهم الصح للكتاب :
العرب على مر سنين فقدوا أميتهم، و أصبحوا يعيشون حياتهم بشكل تافه لا ينفعهم و لا ينفع البشرية.
و هذه التفاهة جعلت قلويهم عاجزة على التفاعل مع المفاهيم العظيمة التي أوجدها الله في كتابه.
لهذا نقول كلما زادت أمِّيَّتَك (عفويتك، صدقك، عملك الصالح، حبك للخير، حفاظك على ممتلكاتك و ممتلكات الناس ... إلخ من مظاهر الأمِّيَّة) كلما زاد فهمك للمعاني الموجودة في الكتاب و زادت استفادتك بها.
و هذا نراه واضح في قصة " jeffrey lang " الذي استطاع ربط مفاهيم الكتاب بشكل نفعه في حياته و نفع الناس من حوله، إليكم الفيديو الكامل الذي حكى فيه "jeffrey lang" عن قصته مع القرآن :
ختاما للمقال إليكم هذا الدرس حول "كيفية التعامل مع أهل الكتاب و مع الأميين المنتشرين في جميع بقع الأرض"، لا زال الكثير الذي يمكن ذكره حول هذا الموضوع و لكن هذا المقال و هذا الفيديو سيكونون بداية جميلة لكل شخص يريد التعمق أكثر في منافع هذا الموضوع على شخصيته و حياته :
https://youtu.be/J8AXpQH4ty4