أقدم لك هذا الكتاب المتواضع لعله يساعدك على التخلص من مخاوفك التي توقفك عن التحرك بفعالية نحو إسترداد حقوقك ومعها كرامتك كإنسان. هذا الكتاب مكون من مجموعة مقالات كتبتها سابقا أو كتبها أحد الكتّاب المشاركين على شبكة أبرك للسلام لمعالجة قضية الخوف التي تصيب الكثير من الناس نتيجة المفاهيم الإجتماعية الخاطئة. والآن أصبحت هذة المقالات أكثر ملائمة للوضع الجديد في المملكة العربية السعودية بعد عملية الإصلاحات الجذرية التي قامت بها الحكومة السعودية بشجاعة قل نظيرها في الوطن العربي. تمثلت تلك الإصلاحات في تحرير المرأة وحمايتها وحماية الطفولة وذلك بسن قوانين واضحة وصريحة فاقت كل التوقعات. إلا أن المشكلة ليست في القوانين ولا في تنفيذها من قبل الجهات الرسمية لكن في الضحية.
يبدو سهلا أن تقول للمرأة «كوني حرة» أو «لا تخافِ فالقوانين تساندك» ولكن الحقيقة أنها لن تستطيع التحرك بتلك السهولة التي يتوقعها من لم يتعرض للأذى النفسي على مدى عقود من الزمن. ليس سهلا على ضحية تعرضت لجميع أنواع العنف النفسي والقمع الفكري والأذى الجسدي أن تتخلص من مخاوفها وتبدأ حياة جديدة، لأن الأذى كبير والمشاعر مضطربة. فالتي تعرف بعقلها أنها حرة وأن القوانين تساندها، قد لا تساندها مشاعرها ولا تملك الجرأة على مواجهة ذاتها والتغلب على مخاوفها.
من أجلها جمعت أجزاء هذا الكتاب ليكون لها عونا على فهم ما تمر هي به من صراع داخلي مع الذات وضمنته شرحا لبعض المواقف السائدة وكيفية الخلاص منها. لن يكون الأمر سهلا ولكن هذا لا يعني أنه مستحيل. بقليل من الفهم والصبر على ألم التعليم وتكرار المحاولة ستتمكن المرأة بإذن الله من مناورة العقبات وتجاوز الحواجز النفسية والإجتماعية التي أمامها ومنها ستتمكن من إستعادة حياتها بشكل طبيعي مع مرور الوقت.
لكل النساء المعذبات أهدي هذا الكتاب «لا خوف بعد اليوم»
مع خالص تحياتي،
عارف الدوسري