حتى أكون نفسي
استوقفتني هذه الجملة يوماً ما .. هذه الجملة التي نستخدمها في العديد من المواقف .. لعلنا جميعاً نعلم أن هذه الجمله تعني و ببساطة أننا نرغب في تكوين ظروف مادية أو علميه أو عملية أو أسرية مستقره تضمن لنا غداً أفضل لنتفرغ أو لنستعد لما ننوي القيام به ..
حتى ُأكون نفسي
لن ننكر إطلاقاً أهمية و ضرورة الجانب المادي و العملي و الأسري و العلمي فجميعنا نحتاج بطبيعة الحياة إلى المادة أو العلم أو العمل و غيره
و لكن مع كل هذا و ذاك هنالك ما هو أيضاً بذات الأهمية إن لم يكن أكثر !
حتى ُأكون نفسي
ما الذي تعنيه جملة أن ُأكون نفسي في حقيقتها ؟!
و هل لها علاقة بالجانب الداخلي و المسمى بالجانب النفسي و الذي لا نراه بالعين المجردة ؟!
و هل للشهادات و الدرجات العملية و الرصيد البنكي المحترم علاقة بالتكوين النفسي الحقيقي ؟!
طالما أننا نختتم الجملة بكلمة (نفسي ) !
و الياء هنا في كلمة نفسي هي ياء المتكلم و في حال تخلينا عن الياء تكون الكلمة المجردة ( نفس ) و ما أدراك ما كلمة نفس !!
لنعترف و نتفق بأننا جميعاً بطبيعة الحال نشعر بالرضا و السعادة في حال تكون ما نطمح إليه في الواقع و هذا جيد جداً .. و لكن ألا تتفق معي بأن هذا التكوين المادي لا يعني بصورة أو بأخرى التكوين النفسي الداخلي الحقيقي !!
في الحقيقة لا قيمة مطلقاً لكل ما يتكون خارجياً إن لم يتكون في الداخل ما هو أسمى و أهم و ما يتكون في الداخل ينعكس على الواقع الخارجي في ما نسعى للحصول إليه بصورة مختلفة و مميزة وعياً و زيادة و استمراراً و تطوراً ما دامت الحياة ..
حتى أُكون نفسي
ليكن معناها بالنسبة لنا أن أُحيي هذه النفس التي خلقها الله عز وجل بداخلي و أحميها ما استطعت من ظلمي لها قبل أي ظلم
تعني أن أجتهد في التعرف عليها و تغذيتها بالمبادئ و القيم و معرفة سنن الله في كونه و كيفية التعامل معها
و تعني أيضاً أن أسمح لها بخوض التجارب الصعبه و اليسيرة خطأً و صواباً لتصل في آخر المطاف إلى بر الأمان
و لنُكون أنفسنا بحق نحتاج أن نسعى لخلق التوازن النفسي السليم و الحقيقي الذي سيساعدنا بصورة أو بأخرى في تحقيق التوازن في
حياتنا بشكل عام بين الخارج و الداخل
حتى أُكون نفسي
تعني أنني أسير على الطريق مهما كانت المسافات و العوائق فما يتكون بالداخل يعمل كبرامج الملاحة الحديثة في أجهزتنا الذكية