لا تستطيع أن تفعل هذا وتستمر

»  لا تستطيع أن تفعل هذا وتستمر
مدة القراءة: 2 دقائق

لا تستطيع أن تتخذ موقف من الشخص الذي يطلب إستشارتك وتستمر في تقديمها له. بكل بساطة أنت صرت جزء من القضية التي يحاول صاحبها التخلص منها. سواء كنت صديق أو إستشاري محترف أو طبيب أو باحث إجتماعي أو أي مهنة تقدم فيها رأيا للآخرين حول أوضاعهم المختلة فأنت لا تستطيع أن تتخذ موقفا منهم. هذا ليس مسموحا لك البتة.

جزء من العلاج أن لا تكون متأثرا بالموقف بالمرة وأن تكون قادرا على فصل نفسك عن القضية بشكل كامل ومحايد حتى تكون منصفا في حكمك نزيها في قضائك. تذكر أنك تحاول تصحيح أوضاع خاطئة فمعظم ما سيعرض عليك سيكون مختلا بدرجة أو أخرى.

البعض يعاني من إختلالات أخلاقية أو إشكالات نفسية والبعض يعاني من إنحرافات جنسية وهناك من يعاني تشوش فكري ومشاعر كثيرة متضاربة وضياع تام عن الإتجاه. هذا يجعلك في موقع المسؤلية ولا يمكنك الدخول في المشكلة لأنك ستتأثر وتتأثر نظرتك وحينها لن يكون لحكمك قيمة بل قد يتحول إلى مشكلة أكبر.

أيضا لا تستطيع أن تكون أنت الإستشاري وأنت جزء من المشكلة كمن يحاول تحليل شخصية شريك حياته أو علاجه من أزمة يمر بها لأن هذا ضد الحيادية والتجرد من المصلحة الشخصية والأحكام المسبقة وفوق ذلك لن يستطيع الشريك أن يبوح بكل مكنونات نفسه إن كان المعالج هو نفسه طرف في المشكلة.

سمعت كثير من القصص التي يتحول فيها المدرب الذي يقدم الإستشارة إلى سبب في تفاقم المشكلة إما لأنه عامل طالب الإستشارة كضحية فقام بإستغلالها أكثر عن طريق الترويج للمزيد من الوهم أو بنفوره من السلوك بحيث تحول إلى عامل تحطيم لنفسية طالب الإستشارة.

على المستشير أن يكون واعيا لمثل هذة الأمور فإن لاحظ على المستشار إنغماسه في القضية أو وجد فيه محاولة للتأثير عليه شخصيا للدخول في علاقة أو رأى بأنه يكثر عليه من اللوم والتقريع فهذا يعني بأن هناك خلل وعليه أن يتوقف عن الإستشارة.

عمل الإستشاري هو مرآة صادقة للشخص حتى يرى نفسه فيتمكن من التعرف على حقيقته فيكون مستعدا لتقبل رحلة الإصلاح والتي قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان.

  • أفضل منصة تداول
  • مقالاتي المفضلة

    • لم يعثر على أي تفضيلات
  • تعلّم الإنجليزية بسرعة

    تعلّم الإنجليزية بسرعة

  • شبكة أبرك للسلام - جميع الحقوق محفوظة
    Developed by WiderSite

    لا تستطيع أن تفعل هذا وتستمر

    مدة القراءة: 2 دقائق

    لا تستطيع أن تتخذ موقف من الشخص الذي يطلب إستشارتك وتستمر في تقديمها له. بكل بساطة أنت صرت جزء من القضية التي يحاول صاحبها التخلص منها. سواء كنت صديق أو إستشاري محترف أو طبيب أو باحث إجتماعي أو أي مهنة تقدم فيها رأيا للآخرين حول أوضاعهم المختلة فأنت لا تستطيع أن تتخذ موقفا منهم. هذا ليس مسموحا لك البتة.

    جزء من العلاج أن لا تكون متأثرا بالموقف بالمرة وأن تكون قادرا على فصل نفسك عن القضية بشكل كامل ومحايد حتى تكون منصفا في حكمك نزيها في قضائك. تذكر أنك تحاول تصحيح أوضاع خاطئة فمعظم ما سيعرض عليك سيكون مختلا بدرجة أو أخرى.

    البعض يعاني من إختلالات أخلاقية أو إشكالات نفسية والبعض يعاني من إنحرافات جنسية وهناك من يعاني تشوش فكري ومشاعر كثيرة متضاربة وضياع تام عن الإتجاه. هذا يجعلك في موقع المسؤلية ولا يمكنك الدخول في المشكلة لأنك ستتأثر وتتأثر نظرتك وحينها لن يكون لحكمك قيمة بل قد يتحول إلى مشكلة أكبر.

    أيضا لا تستطيع أن تكون أنت الإستشاري وأنت جزء من المشكلة كمن يحاول تحليل شخصية شريك حياته أو علاجه من أزمة يمر بها لأن هذا ضد الحيادية والتجرد من المصلحة الشخصية والأحكام المسبقة وفوق ذلك لن يستطيع الشريك أن يبوح بكل مكنونات نفسه إن كان المعالج هو نفسه طرف في المشكلة.

    سمعت كثير من القصص التي يتحول فيها المدرب الذي يقدم الإستشارة إلى سبب في تفاقم المشكلة إما لأنه عامل طالب الإستشارة كضحية فقام بإستغلالها أكثر عن طريق الترويج للمزيد من الوهم أو بنفوره من السلوك بحيث تحول إلى عامل تحطيم لنفسية طالب الإستشارة.

    على المستشير أن يكون واعيا لمثل هذة الأمور فإن لاحظ على المستشار إنغماسه في القضية أو وجد فيه محاولة للتأثير عليه شخصيا للدخول في علاقة أو رأى بأنه يكثر عليه من اللوم والتقريع فهذا يعني بأن هناك خلل وعليه أن يتوقف عن الإستشارة.

    عمل الإستشاري هو مرآة صادقة للشخص حتى يرى نفسه فيتمكن من التعرف على حقيقته فيكون مستعدا لتقبل رحلة الإصلاح والتي قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان.

    رأيك مهم، شارك بفكرة تثري تجربة الآخرين