كثير منا يرهقون أنفسهم في محاولات فاشلة في إمتلاك أبنائهم وبناتهم. يفشلون دائما وأبدا ولكنهم لا يعلمون. يفشلون في الحياة ويفشلون في الإستمتاع بوجود أولادهم ويفشلون في تربيتهم التربية الصحيحة. يعتقد كثير من الآباء والأمهات أن أولادهم ملكا لهم ومن حقهم تشكيلهم كما يريدون. للأسف كثيرين ينجحون في ذلك ولكنهم يفشلون فشلا أكبر، إذ يقتلون الروح فيهم. يحولونهم إلى رجال آليين بلا شخصية ولا ملامح، يجرون خلف الحياة بلا هدف واضح.
مجرد نسخ رديئة الجودة من آبائهم. هذا ما يسعى إليه معظم الآباء والأمهات، ترويض أولادهم وتعليمهم ما يعتقدون أنه مناسب لهم. تعميهم الأنانية المفرطة المغلفة بالحب الردىء النوعية. حب يستعبدون به الناس ليس لشيء إلا لأنهم كانوا قادرين عليهم في سن صغيرة.
الأولاد والبنات ليسوا لنملكهم ولكن لنتعلم أن نحبهم بلا شروط وبلا مقابل. إن أحسنوا صنعا أحببناهم وإن ضلوا سبيلهم فما تزال قلوبنا مفتوحة لهم. طرق العودة دائما سالكة لهم، لأننا نمنحهم الحب اللا مشروط. الحب من أجل الحب، الحب لأنه واجبنا.
ما يصنعونه بحياتهم هذا شأنهم هم. الله قد خلقهم وهو يتكفل بهم، هو يطعمهم ويسقيهم وهو يهديهم إذا ضلوا السبيل وهو أيضا يفتح أذهانهم ويعدهم لزمانهم الذي هو مختلف عن زماننا. لا يبقى بيننا وبينهم سوى رابط واحد، هو رابط الحب.
حافظوا على الحب فقط وما عداه فليس بأيديكم رغم أنكم تتوهمون غير ذلك.