اكاد ان اجزم ان كل مشاكلنا في الحياة سببها بحثنا الدءوب عن الكمال ,
وعدم تقبلنا لانفسنا كما نحن, كلنا نمتلك نقاط ضعف وسلبيات وعيوب سواء كانت شكلية او اخلاقية , وكذلك في الحياة دائما توجد لدينا امور غير كاملة ونطلق عليها احكام واسماء, كالسيئة والسلبية وهي في الحقيقة امور نسبية ليس حقيقي ان تكون سيئه تماما لان الامر تابع لمعتقداتنا وميولنا الشخصية نحن نحدد الجيد من السيء , وما تعتقدة انت سيء فيك او في شكلك او في حياتك قد يعتبرة الاخر نعمه كبيرة ,
المشكلة في ذلك اننا نرفض لجزء لايتجزء فينا وفي حياتنا ,لان الحياة دائما فيها خير وفيها شر , هو عالم الاضداد الايجابي والسلبي وهو قانون الكون , كل شيء فيه خير وشر , موجب وسالب , وذلك لقانون يشمل الجميع ,وعندما نرفض هذا القانون الالهي الكوني سوف لن تمشي الحياة وفق رغباتنا .
كلنا نريد ان نرى الحياة من منظارها الجميل فقط ونحب الجمال والكمال ونرفض كل شيء قبيح وغير كامل ذلك يجعلنا نتصارع مع الحياة ونعاني بسبب عدم قبولنا لهذا الواقع المليء بالسلبيات ونحاول بكل قوة ان نتخلص منها , اعتقد ان في ذلك نوع من الترفع والغرور على الحياة , والطمع بأكثر مما يمكننا الحصول علية الان
ان البساطة والتواضع يجعلان الانسان متقبل وشاكر ويقدر النعم الموجودة بدل البحث عن غير الموجود الان وتعقب النقائص ,
عندما نكون دائما نريد ان نكون ايجابيين سنكره انفسنا عندما نكون سلبيين , فنحن نريد انفسنا غاية في الجمال وغاية في الكمال وان كانت فينا عيوب شكلية نكرة شكلنا ونحاول تغييرة بشتى الطرق , دائما نريد ان نكون ناجحين , نريد ان نكون غاية في النظافة والترتيب نريد ان نكون دائما على صواب نريد الحياة دوما ايجابية ولصالحنا , وعندما يحدث امر لا يتناسب مع ما نريد , لاحظ انه ليس بالسلبي قطعيا بل قد لا يتناسب مع رغباتك اي مع ما تريد ,نرفض ماهو واقع الان لانه لا يتناسب مع رغباتنا الكمالية ونرفض انفسنا لانها لا تتلائم مع رغباتنا الكمالية ,اعتقد انه نوع من الغرور والتعاظم وان قبول سلبياتنا النسبية هو نوع من الرضى والتواضع الداخلي وعدم تضخيم مشاكل الحياة ومحاولة التماشي مع ما يحدث الان لانه لايمكن ان نسير الحياة على مزاجنا الخاص , يجب ان نتقبل عيوبنا وعيوب الاخرين وعيوب الحياة الغير مثالية لنا ونحاول النظر اليها نظرة مختلفة نظرة رؤوفه ومحبة
انها معلمتنا وبها نتكامل , يجب ان نحترم عدم الكمال الموجود لاننا بدون هذه السلبيات التي نراها لا يمكن ان نكون كاملين ,لايمكن ان تتكامل بدون هذه الاخطاء التي تركبها ويرتكبها الاخرين ! اننا نتعلم من خلال هذه الدروس ويجب ان نعتبرها جزء لايتجزء من الحياة ويجب احترامه , يجب احترام كل شيء في الحياة وتقديره حتى الامور التي نعتقد انها اخطاء او عيوب ,يجب احترام وقبول الجانب السلبي ,عندما تشعر بالسلبية اسمح لها ان تكون ولاتكبتها , ان كبت المشاعر السلبية يظر الجسم
ويسبب الامراض,الله منحنا متنفس لسلبيتنا بالغضب والبكاء والتعبير عن حالتنا نحن نفرغها ونتحرر منها لكن بحكمه يجب مراقبتها وعدم السماح لها بأن تتقمصنا فنعتقد ان ما يحدث من انفعالات هو نحن , بل هي انفعالاتنا فحسب ,عندما اسمح لنفسي ان اغضب انا استطيع ان اسيطر على غضبي لاني ساتعامل مع نفسي باحترام ساشعر نفسي باني احترم مشاعرها , اننا نقيد انفسنا عندما نحاول ان نكون كامين طوال الوقت , بلا هفوة , نكتم خلجاتنا ولانعبر عن انفسنا بالكلام حتى لا ننتقد من قبل الاخرين , ولانعبر عما نشعر به وما نحبة لاننا نعادي انفسنا بلا وعي ونحاول ان نكون شيء اخر غير مانحن علية الان, نحن نتصارع مع طبيعة تكويننا ولا نحترم انفسنا وننظر لها بعداء واحتقار لانها غير كاملة في نظرنا وليست كفلان وفلان وعلان , هي حقا غير ناضجة بعد, هي حقا طفلة !
المشكلة تكمن في الطفولة , عندما كنا اطفال اضطهدت طفولتنا لانها الشيء الحقيقي الوحيد فينا, اكثر الناس الذين يتعرضون للظلم والاضطهاد وطمس الهوية هم الاطفال
لان الكبار من ذوي نزعة الكمال المطلق يقومون بجريمه اخرى وهذه المرة ليست ضد انفسهم , بل ضد اطفالهم انهم يريدونهم كاملين ايضا يريدونهم تعساء مثلهم انهم يغتالون برائتهم وحبهم للحياة ولا يسمحون لهم ان يعبرون عن ذواتهم ويعلمونهم الصح والخطا والعيب والحرام و يحاولون كبتهم وتخويفهم من كل شيء من العفاريت ومن الغول ومن الله ايضا لانه سيقذفهم في النار ان لم ينفذوا اوامرهم
ما الذي ستنتجه هكذا تربية على طفل! سيضل طوال حياته خائف من امه وابيه ومن الله وسيضل يعامل نفسة ويجلدها كما عاملة اهلة بلاو عي , سيمارس الاضطهاد ضد نفسة ويحاول ارضاء والدية والله عنه بكل وسيلة ممكنه ويحاول ان يقدم لهم قرابين المه وخوفه وتعاسته وشعوره بالذنب حتى يرضوا حتى يروه كامل حتى يغفروا له وللاسف كل ذلك لن يحدث حتى يرضى هو عن نفسة ويتوقف عن لعب هذه اللعبة القاتله,يجب ان نتوقف عن ثقافة قتل الحرية واستعباد الانسان وطمس فطرتة وبراءته النقيه الكاملة بلا تزويق .
ولد الانسان حرا ومن حقة ان يجرب الحياة ويخطأ حتى ينجح ومن حقة ان يكتشف كل شيء بحرية ويعبر عن ذاته وميوله وافكاره ولرغباته ومشاعرة , ان كل هذه الامور التي في داخلنا يجب احترامها والسماح لها بان تكون حرة وتعبرعن ذاتها وماتريد ان تقوم به في الحياة , ويجب احترام هذه الاجزاء فينا ولايحق لنا كبت انفسنا وظلمها وقهرها وجعلها عكس ماتكون لارضاء الاخر ,
قل انا حر ,ومشاعري حرة , رغباتي حرة , افكاري حرة , هكذا تطلق سراح نفسك من اسر الكمال وتكون في الحياة , تجرب الحياة بدون خوف من الخطا , ان تعيش تجربتك الحرة الصادقة البريئة كالاطفال بلا افتعالات وانفعالات وتوقعات وتشوهات واحكام , حر وغير عبد لاحد غير عبد لمجتمعك ولا لذاتك الزائفه التي تحاول ان توهمك بانك غير كامل لتكره نفسك , حر من اي اله اناني يكرهك عندما ترتكب اي خطأ ولا يتقبل عيوبك , الاله الحقيقي يحبك ويعرف انك تمتلك هذه العيوب وسمح لك ان تخطا كي تتعلم وتتكامل وتكون افضل لانك ستعرف الصالح من الطالح بالتجربة لا بالحكم ,يجب ان تصل للكمال بوعي وبحرية وباختيار صادق لانك تحب نفسك وتتمنى لها الخير وليس من اجل ارضاء احد , يجب ان نكون مساندين لانفسنا واحرار من التبعية ونشعر ان لنا حق التعبير عن انفسنا وعن ما نريد وعن ما نحب
ان سنكون كاملين فعلا بدون الحاجة للكمال وقبول ذواتنا كما هي بذلك نقود انفسنا نحو الكمال الحقيقي وليس الزائف يجب ان تساند نفسك في رحلة الحياة وتسمح لها ان تكون على سجيتها وتقبل وتقتنع بما حباك الله بك من نعم ,
عندما نريد ان نكون اخيار وصالحين وكاملين ذلك لن يكون ,لاننا نريد ان نكون !اي اننا لسنا كذلك الان وان بحثنا عن الكمال في المستقبل هو وهم الانا الزائفة التي تريدنا ننشغل بعيوبنا وعيوب الحياة حتى لا نرى جمالنا وجمال الحياة الحقيقي ولا نقبل بة فنراه بشعا ونريد غير ما يريده الله لنا في هذه اللحظة ,
-الخلاصة توقف عن البحث عن الكمال .
-تقبل ذاتك كما انت
-تقبل عيوبك وعيوب حياتك
- اسمح لنفسك ان تكون على سجيتك
-اشعر بالكمال الان وانك غير محتاج ان تكون شخص اخر غير نفسك الان
- احب نفسك وركز على ايجابياتها , احب حياتك وركز على ايجابياتها, احب الاخرين وركز على إيجابياتهم ,